اتفاق “الكباشي _الحلو”.. قراءة تحت الأوراق

القاهرة- هبة علي

ترحيب محلي واسع حظي به اجتماع نائب القائد العام للجيش الفريق أول شمس الدين كباشي ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال عبد العزيز آدم الحلو بجوبا عاصمة جنوب السودان، والاتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الطرفين، واتفق جميع المرحبين من داخل حكومة السودان وتحالف الحرية والتغيير وحتى أطراف سلام جوبا على أن الاتفاق خطوة في الطريق الصحيح لانفراج الأزمة السودانية بيد أن الخلاف كان بين المهتمين الذين تباينت قراءتهم للاتفاق وما تحت أوراقه من أهداف سياسية وعسكرية..

اختراق إنساني وسياسي

والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم رحب بالاتفاق الذي تم بين عضو مجلس السيادة  نائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والفريق عبد العزيز آدم الحلو رئيس وقائد الحركة الشعبية شمال بمدينة جوبا والذي تم بموجبه الاتفاق حول قيام آلية من الطرفين لإيصال المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية.
ووصفت الحكومة تلك الخطوة بالجريئة وانها تمثل اختراقا مهما في الملف الإنساني ومستقبل العملية السياسية وتمثل بداية لعمل جاد يمكن الطرفين من تلافي خطر الأوضاع الإنسانية بسبب إغلاق الطرق والمسارات الإنسانية خلال الفترة الماضية والذي انعكس سلبا على الأوضاع الصحية والمعيشية للمواطنين في مناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية.
وقال الوالى  في تعليقه على الاتفاق “حسب سونا” : ( نحن كحكومة وشعب ومؤسسات ذات صلة بولاية جنوب كردفان نرحب بالاتفاق ونبارك الخطوة والخطوات اللاحقة ونؤكد تعاوننا التام مع كل الشركاء في العمل الإنساني وآليات تنفيذ هذا الاتفاق على أرض الواقع وصولا لحلول عاجلة تنهي معاناة مواطنينا في مناطق سيطرة الحكومة والحركة الشعبية) .

أمل جديد للسودانيين

تحالف قوى الحرية والتغيير وفي بيان صحفي، رحب بالاتفاق واعرب عن تطلعه أن يكون هذا الاتفاق ضوءا في نفق أزمة الحرب المستعرة منذ 15 أبريل 2023م وخطوة في طريق وقفها ومعالجة تداعياتها الإنسانية التي تهدد حياة الملايين في كل أنحاء السودان في مناطق الحرب أو المتأثرة بها، وبث أمل جديد للسودانيين والسودانيات بإمكانية تقليل أثرها عبر إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين والمتضررين.
وحث التحالف طرفي الحرب “للتأمل في الحال والمآل بعد مرور أكثر من عام على هذه الحرب والنظر لحجم المآسي والخراب والدمار، وتطلعات السودانيين المشروعة في العودة لحياتهم الطبيعية بأمن وسلام بوقف هذه الحرب”.
ودعا الجيش والدعم السريع إلى العودة لاستكمال واستئناف منبر جدة بكل صدق وإرادة باعتباره السبيل لوقف المعاناة بوقف العدائيات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها وبلوغ الوقف الكامل لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية تفضي لوضع أسس السلام الشامل والدائم وتأسيس الحكم المدني الديمقراطي المستدام.

فلاش باك

وكان اللقاء بين الحلو وكباشي بمدينة جوبا بحضور مستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية وماتمخض عنه من اتفاق قد وجد  صدا واسعا من كافة قطاعات المجتمع الرسمية والشعبية والمهتمين بقضايا المنطقة وشركاء العمل الإنساني مطالبين بضرورة الإسراع في تكملة بقية الخطوات والشروع في تكوين الآليات التنفيذية لفتح المسارات لانسياب التدخلات والعون الإنساني لالاف المتضررين من الحرب الجارية بالمنطقة.
واتفق كباشي والحلو على عقد اجتماع خلال أسبوع لوفديهما لتوقيع وثيقة خاصة بالعمليات الإنسانية في المنطقتين.

تخالف ضد الدعم

المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم قال إن إتفاق الكباشي _الحلو مرتبط بقضية المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة الجيش الشعبي ومناطق سيطرة الحكومة بأماكن الاشتباك بين الطرفين بيد أنه من الواضح ان هنالك ماتحت الورق بهذا الاتفاق.
ورجح سلم من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن يكون يكون الإتفاق نوع من انواع التحالف، مشيراً إلى أن الجيش الشعبي ساعد الجيش السوداني كثيرا في جنوب كردفان ضد الدعم السريع.
ولفت إلى إمكانية ان يسهم الإتفاق في تقليل وطأة الصدام بين الجيشين وتابع: الحلو لديه علاقة جيدة بالدعم السريع ويمكن أن يكون هذا بوابة الإنفراج للأزمة السودانية.

ترسيخ ادبيات جديدة

من جانبه يرى المحلل السياسي البروفيسور صلاح الدين الدومة الإتفاق ليس بداية لانفلاج أزمة السودان وليس بداية للتعقييد، مشيراً إلى أن
جلوس طرفين متنازعين وبشدة منذ فترة طويلة يمكن أن تكون نقطة إيجابية نحو الإنفراج على الاقل رسخ ادبيات جديدة في الخلافات السودانية السودانية.
وأعتبر الدومة بحديثه لـ”صدى السودان” أن الخطوة أتت من الحكومة مدفوعة بضغطوطات دولية لمنعه المسبق لوصول المساعدات، وأردف : بواطن اللقاء تحالف خفي بين الجيشين ضد الدعم السريع وبدأ هذا منذ لقاء البرهان بالحلو وطلب منه التوسع في مناطق الجيش حتى لا تسقط في يد الدعم السريع.

 

باطنه ضربة للتمرد

الخبير الأمني والاستراتيجي العميد ركن م د/ خالد محمد عبيد الله اعتبر اتفاق كباشي_الحلو في الاتجاه الصحيح في ظاهره عمل إنساني وباطنه ضربة لتمرد الدعم السريع وبالرغم من موقف الحلو في الفترة السابقه الا ان القيادة في الجيش تناست المرارة.
وقال عبيد الله لـ”صدى السودان” : بهذه الاتفاق يسحب البساط كل يوم من تحت ارجل القوة المتمرده ناظرين لموقف هلال بمستريحة، وبهذا يفقد الدعم السريع الجبهة الداخلية وتبقى سياسة العالم الخارجي واخراج الايقاد من موقفه السابق والاتحاد الافريقي من تجميد عضوية السودان.
وشدد على أن جدة والترويكا لن تجد مفر غير الرضوخ لمطالب الجيش السوداني، هذا الاتفاق جعل تمرد الدعم السريع بدون ارض يأوي إليها ولا سماء تغطيه في مقبل الأيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 4 =