عثمات العطا … يكتب … هئية العمليات … جهاز الأمن والمخابرات
هئية العمليات …
جهاز الأمن والمخابرات ..
والشرطة كذلك .. بينهم وبين قيادات مؤسسة الجيش فتق معنوي بيِّن .. حتى هذه اللحظة استعصي الفتق على الرتق ونقول ونُحمِّل قيادات الجيش لأن القرارات التي مسّت هذه المؤسسات الأمنية أوزار يتحملها العقل السياسي الطموح الجموح طَمِع في الإستمرار على سلطة( صعبة على كل الأجهزة الأمنية وهي مجتمعة) وهذا كان تحدي كبير جداً في الماضي فكيف بهم وهم جزء من أعضاء اللجنة الأمنية لنظام ديسمبر 2019 م المعزول سياسياً أن يسيطرو على البلد منفردين ..
الفريق البرهان وأركان حربه تحولو اول الأمر الي سياسيين واختاروا مجلس السيادة حاضنة لهم وتناسو ان من بينهم أفعى تخطط للغدر بهم لكنهم جميعآ استغلّو السياسيين التائهين لارضاء العالم لذلك بدأت المباضع تنهش في المنظومات الأمنية المعتّقة واحدة تلو الأخرى حتى تعرّت عورات البلد الاستراتيجية أمام العالمين وأولهم هو العدو الإسسسسسرائيلي .. المقدمة كانت للتوضيح ليس إلا و لا أرغب في إجترار الماضي أكثر من ذلك
ومع بداية القتال الغالبية من الشعب والنخب والإعلام ليس لديهم فكرة عن كيف اجتمعت هئية العمليات ظباطها وجنودها وفي أنفسهم كثير من رهق وظلم وغبن ثم كيف اجتمعو بداية من شهر مايو 2023 عقب اسبوعين فقط من بداية القتال مع الاعتبار ان هئية العمليات كانت تضم أكثر من عشرة الف منسوب جميعهم تم فصلهم وطردهم واتهمو بالتمرد حتى اغارت عليهم بنادق الدعم السريع في مقارهم فكيف بهذا الغبن أن يزول بالمجان ان لم يكن من وراء ذلك جهد وعمل واخلاص كبير للوطن
أقول ذلك وشخصي من الشاهدين ولولا دقة الموقف لكتبت الأسماء التي اجتهدت وثابرت وتحملت على الجراح حتى بلغ اول فوج عدد المائة منهم الآن الشهيد والجريح والمرابط للعام الثاني على التوالي ثم توالت الأفواج حتى بلغ تعدادهم الآلاف لله درّهم
نحن الآن جميعاً نخوض معركة الكرامة (والسنيرية) دائماً لقوات الشعب المسلحة لا خلاف طالما الأمر يتعلق بالقتال لكن إذا حاول الفريق البرهان الاستئثار مرة أخرى بالقرار السياسي كما تابعنا في سنة القتال الأولى فإن المعركة لن تحسم لان أدوات الحسم ليست قتالية فقط بل هي عامل مساعد .. الآليات التي تحسم المعركة بالانتصار عوامل متعددة من بينها العمل المخابراتي والسياسي الدبلوماسي وهذه فنون لا يجيدها قادة المجلس السيادي لان فيها تحدِ التخصصات
تلكؤ الفريق البرهان و أركان حربه في إعادة صلاحيات جهاز المخابرات العامة لأكثر عام فيه شيء من حتى أضر بمسار العمليات الحربية و انعكس ذلك في الميدان وتحولت بعض المتحركات الي مجرد قوة دفاعية .. حالياً المحمود له هو التكامل في التخطيط لاستعادة الأمن والأمان كل الأجهزة شريكة لكن يظل الجهد محصور في داخل الحدود
قرار إعادة الثقة والصلاحيات في الأجهزة الأمنية منقوص ما لم تتم إعادة الحصانات وإعادة جميع الظباط الذين لديهم تاريخ مع العمل الخارجي . بعض هذه الأسماء تخافها الانظمة الحاكمة من حولنا لان لديها تجارب.. تمت ازالة قادة ورفع بعضهم في مكانهم و شخصية السودان في الجوار الأفريقي يستمدها من ظباط العمل الخارجي وقد سبق للسودان ان غيِّر أنظمة الحكم في شاد وليبيا و إثيوبيا وارتريا و دعم الثورة المصرية ضد الرئيس مبارك وقاتل في اليمن مع اليمين ضد اليسار ذلك منتصف تسعينيات القرن الماضي والصومال ضد الأمريكان البوسنة ضد الصرب
هذه تجارب تراكمية تخافها دويلة الإمارات ان تنتقل إليها لذلك تعرض خدماتها لكل من يقاتل السودانيين انابة عنها حتى المملكة العربية السعودية تخاف من الإسلاميين ان يحكمو بالديموقراطية خشيةً على ملكهم .
في الخامس والعشرين من أبريل 2003 م تمكنت حركة العدل والمساواة من التسلل الي مدينة الفاشر وحتى دخلت المطار وحرقت بعض الطائرات المدنية هذه قصة من التاريخ لكن الشاهد هنا أن الإنقاذ كان لديها جسم تنسيقي قوي يسمى باللجنة الأمنية العليا يضم رؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية الشرطية وجميع الاذرع التي لها علاقة بالأمن .. على خلفية أحداث الفاشر وقتها تم استدعاء هذا الجهاز عاجلا في نفس يوم الهجوم الغادر لاتخاذ القرار الأمني الذي يناسب الحادثة الخطيرة رئيسة في ذلك الوقت هو وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين كما افادني محدثي وهو عضو اللجنة العليا القرار كان أن يسافر عدد من أعضاء اللجنة الأمنية الي الفاشر برئاسة وزير الدفاع نفسه واختار الوفد طائرة انتنوف بالفعل اقلعت بربان شجاع الذي اختار الهبوط في المدرج بطريقة الطواريء وليس الهبوط التدريجي وعندما استقرت الطائرة كانت أصوات الذخيرة الاشتباكات مستمرة والنار مشتعلة في المطار وفي اليوم التالي مباشرة نزلت طائرة الرئيس البشير في تحد واضح لكل من يحدث نفسه بزعزعة الأمن والاستقرار وبفقد الإنقاذ فقد السودان أقوى منظومة أمنية في أفريقيا والشرق الأوسط على الإطلاق والشعب السوداني حالياً يدفع فاتورة التفريط في استقرار الأجهزة الأمنية
هئية العمليات والمخابرات والشرطة والمستنفرين تحت قيادة القوات المسلحة هم العمود الفقري لسيادة السودان على أرضه هؤلاء هم من سيتم البناء عليهم بعد الحرب ولا مجال لقائد الجيش مهما كان اسمه ان يستأثر وحده بالقرار السياسي في البلد نحتاج إلى فترة انتقالية طويلة ليست للمحاصصة السياسية والعسكرية فيها من حظ لكن من أراد أن يعمل في البناء والعمار سيجد الشعب جنوداً من خلفه