الوسط الإعلامي..بين مطرقة الجنجويد وسندان الحرب

خاص- صدى السودان
الوسط الإعلامي.. صحافة وتلفزيون ووسائط إعلامية.. يعيش ظروفا قل ما يقال بأنها أوضاع مأساوية خاصة بعد تمرد الدعم السريع وشن حربه على جميع مكونات المجتمع السوداني. ولأن ميدان الصحافة مكان الأحداث أينما وجدت فإن ظروف الحرب دفعت بالإعلاميين أن يكونوا في واجهة الاستهداف من خلال نقل الأحداث أو بالتشكيل في ولائهم أو انتماءاتهم. ولأن التمرد شن هجومه على كافة فئات المجتمع فإن قبيلة الإعلاميين وجدت حظها من الاعتقال والترهيب والاغتيال والتشريد . وخلال عام من الحرب سجلت المنظمات المدافع عن حقوق الصحفين زيادة كبيرة على الجرائم التي ارتكبت بواسطة المليشيات التي ادعت الديمقراطية والحريات ومحاربة دولة 56 فدفع الصحفيين والإعلاميين ثمن تلك الشعارات التي كانت زريعه للانتهاكات. عشرات منهم ما بين الاغتيال والاعتقال والترهيب والتشريد. إذا ما بين مطرقة المليشيات وسندان الحرب كان ضحاياه ثلة من الإعلاميين والصحفيين.

فرضية تاريخية

الحرب التي فرضتها المليشيات على الجيش في الخامس عشر من أبريل العام المنصرم أفرزت واقعا مختلفاً لم يالفه الوسط الإعلامي في السودان ولم تكن هنالك فرضية تاريخية بأن الصورة ستكون واقعا ماساويا وبرغم أن الإحصائيات لم تكن دقيقة لتلك الجرائم التي ارتكبت ضد الإعلاميين الا ان خبرا ومحللون يرون أن الوسط يدفع فاتورة الصراع الداخلي وتشفي المليشيات من أي عنصر وطني يرى حقيقة مايجري من أحداث ويكتب عنها. ويرى المحلل السياسي د. أبوبكر آدم أن الصحافة والإعلام هي مهنة المتاعب ولأن البحث عن الحقيقة مكلف في هذا الزمن فمن المتوقع أن نرى الجرائم ترتكب والأعراض تنتهك والأموال تسرق. وقال المليشيات كانت تنتقم من الشعب ولاتبحث عن أي مبرر لفعلتها سوى الانتقام. وأكد أن ذلك الوضع دفع فاتورته كثير من الزملاء والزميلات. وأكد أن المليشيات ارتكبت اول جرم عندما اغتالت الصحفي الخلوق واحد منسوبي صحيفة القوات المسلحة ناصر عبد النبي بحجة انتمائه لهذه المؤسسة ثم لحق به زميله سهل أبوبكر الذي كانوا يؤدون واجبهم كاعلاميين حربيين. ثم قامت باعتقال وتعزيب زملاءه محمد نور المدينة وعيسى المهدي لمدة أربعة أشهر قبل أن يتم إطلاق سراحهم وقال آدم لـ(صدى السودان) أن المليشيات استهدفت عدد كبير من الصحفيين والصحفيات بالقتل والاغتيال بصورة أو بأخرى وما اغتيال الصحفي الخلوق معاويه عبد الرازق ومكاوي محمد احمد الذي ينتمي لسونا الا جزء من هذا الاستهداف. كذلك اغتيال صحفي بدارفور واخر يعمل بإحدى المؤسسات الحكومية كذلك يمكن إضافة الشهيد التي عانت ويلات الحصار حتى توفاها الله ناديه وسلمى عبد الرازق.
.
سلسلة جرائم

سلسلة من الجرائم والانتهاكات للمليشيات استهدفت معظم الصحفيين خلال العام ولعل تجربة شخصية عشتها مع المليشيات التي هاجمت منزلنا بعدد ستة أفراد بحجة الانتماء لجهة أمنية وقالوا لي لدينا معلومات انك تريد الهرب إلى شندي ولكن في النهاية كان هدفهم السرقة. ومن خلال تواجدهم تم تهديدنا بالقتل ولولا لطف الله لكنا من إعداد الشهداء. وسلسلة التهديد تعرض لها معظم الصحفيين والإعلاميين منهم وليس للحصر محمد عبد الرحيم من سونا والأستاذ عبد الوهاب موسي وانتصار فضل الله التي تم اعتقالها والإفراج عنها بعد يومين كذلك يشمل الانتهاكات التهديد بالقتل والاعتقال تعرض لها عدد من الزملاء. وأخيرا اعتقال د. طارق عبد الله رئيس تحرير الأهرام اليوم بعد قضاء قرابة الشهر في معتقلات المليشيات. مصادر عديدة أكدت لي أن بعض الصحافيين تعرض للتهديد في وسائل النشر المختلفة من عناصر يتبعون للمليشيات ينشطون في الوسائط الإعلامية المتعددة وهناك بلاغات مدونة بهذا الشأن في المراكز الشرطية

مع او ضد

معظم الانتهاكات التي وقعت ضد الصحافيين والإعلاميين وثقتها الجهات الرسمية المحلية والدولية ولأنها لن تكون الأخيرة فإن كثير من تلك الجهات طالبت مليشيات الدعم السريع عدم الزج الصحفيين في معركتها ضد الدولة. يقول الصحفي محمد علي ل(النورس نيوز) لقد مارست قوات مليشيا الدعم السريع اعتقالات منظمة لعدد من الصحفيين في الاونة الاخيرة وتاتي هذه الاعتقالات لتكتيم الافواه وحجب الاقلام عن الحقيقة الواضحة وهي انتهاكات المليشيا في المناطق التي تسيطر عليها وقال نطالب من الاتحاد الدولي للصحفيين وكل المنظمات الاعلامية الاخري ادنة هذه الانتهاكات ضد الصحفيين وسبب اخر هو جهلاء جنود المليشيا بدور الصحافة والشك الكثير جدا في كل شخص ليست معهم فهو ضدهم.  ويشتكي احد الزملاء حاله حيث يقول تتعرض صفحته لهجوم في محاولة لتهكيرها، وأضاف نبذل جهودا مضاعفة في استمرار المنبر، وقد استغل أحد الأشخاص حساب الزميل عمر هنري الآدمن في الصفحة للعبث بها، وكان عمر هنري معتقلا لدى متمردي قوات الدعم السريع حيث تم اقتياده إلى جمارك الحاويات بسوبا بعد عصب عينيه ، وتم احتجازه ليوم كامل، وقام أفراد القوة بنهب هاتفه.

فضح الانتهاكات

ويرى الصحفي صبري جبور منذ إندلاع الحرب في صبيحة الخامس عشر من إبريل العام الماضي،  واجه الصحفيون أوضاعا إنسانية قاسية ، خاصة فيما يتعلق بالاعتداء والاعتقال لبعض الصحفيين قبل مليشيا الدعم السريع المتمردة، وفي الفترة الأخيرة مارست المليشيا عملية التصفية والقتل.  تأتي الخطوة ضمن استهداف المليشيا المتمردة للصحفيين والاعلاميين،  لانها تخشى من فضح انتهاكات المتكررة بحق المواطنين العزل في الخرطوم والجزيرة ودارفور،  وسنار  والنيل الابيض. وأضاف ل(النورس نيوز) من الضروري قيام حملات اعلامية ترفض الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين،  باعتبار أن الصحفي لديه رسالة وطنية يقوم بها في عكس وتنوير المواطنين والرأي العام الداخلي والخارجي. ودعا الحكومة إلى ضرورة حماية الصحفيين والاعلاميين ، وأيضا أن تحترم قوات الدعم السريع المتمردة الصحفيين المتواجدين في المناطق التي تسيطر عليها،  باعتبار أنها مسؤولة عن حمايتهم وليس العكس أن تقوم بالاعتقال والقتل

الأولى والاخيرة

البعض يرى أن حادثة مقتل عبد الرازق على يد المتمردين ليست الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة فقد سبقها حادثة مقتل حليمة إدريس التي تعمل بقناة (سودان بكرة) بعد أن قامت قوة تتبع لمليشيا الدعم السريع بدهسها بعربة قتالية بعد انتهائها من تغطية ميدانية بمستشفى أم درمان وغيرها من حوادث القتل التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق الصحفيين منذ تمردها على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي. بجانب اغتيال العشرات من منسوبي الحقل الإعلامي. يقول الصحفي المختص بالأخبار العسكرية عبد الله عبد الرحيم ل(النورس نيوز) أعلم  أن اكثر من خمسة صحفيين تم اغتياله من بينهم ناصر عبدالنبي يتبع لصحيفة القوات المسلحة بجانب سهل أبوبكر أيضا يتبع لنفس المؤسسة ومكاوي محمد وهو من سونا بجانب صحفي بالمنظومات الدفاعية وأخي معاوية عبدالرازق بالإضافة لاعتقال تعرض له عدد من الزملاء سوى بالخرطوم أو دارفور مبينا أن المليشيات كانوا يبحثون عن كل من يقف ضدهم ويكشف حقيقتهم وأضاف بعض الاعلامين تعرض للتضييق فهاجر واخر تعرض للوعيد فنزح والبعض صبر ولكن تعرض للاعتقال أو الاغتيال أو التهديد أو الترهيب.

فجيعة أخرى

نعى عدد من الصحفيين القتيل معاوية عبد الرازق عبر صفحاتهم على (الفيسبوك)، وقال الكاتب الصحفي عبد الماجد عبدالحميد (قبل أن يجف مداد الحزن على اعتقال الأخ الصحفي دكتور طارق عبدالله.. هاهي مليشيا التمرد ترتكب وبدمٍ بارد فجيعة أخرى بقتل الأخ الصحفي معاوية عبدالرازق والذي غادر الدنيا اليوم شاكياً ظلم عصابات التمرد التي مزّقت جسده برصاصات أفرغوها بلا رحمة في كل أنحاء جسده).

جرائم حرب

بدوره كتب الصحفي لؤي عبد الرحمن قائلاً (فجعنا بنبأ اغتيال الزميل الصحفي الخلوق معاوية عبد الرازق بواسطة مليشيا الدعم السريع في منزلهم بالدروشاب .. معاوية ظل صامداً لأشهر وكان يتفقد الجميع رغم خطورة المنطقة التي هو فيها مقارنة ببقية الولايات.. وأدانت شبكة الصحفيين السودانيين إغتيال الصحفي معاوية عبدالرازق على يد مليشيا الدعم السريع في حادثة قالت إنها تُضاف لجرائم المليشيا ورصيدها في الانتهاك والاعتداء على الصحفيين. وأشارت الشبكة في بيان لها أنه سبق أن قامت قوات الدعم السريع بإخفاء معاوية قسرياً في ديسمبر من العام الماضي لمدة ثلاثة أيام، ونددت بالسلوك المفرط في العنف والعدوانية لأفراد الدعم السريع.

مصير مجهول

واعتادت مليشيا الدعم السريع  على استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال والتعذيب والخطف فقبل نحو أسبوعين اقتادت قوة تتبع للمليشيا الصحفي طارق عبد الله من منزله بالحاج يوسف إلى جهة غير معلومة وتم إطلاق سراحه بعد مطالبات عديده نسبةً لظروفه الصحية ومعاناته من مرض السكري إضافة إلى أنه يعيل أسرته الصغيرة ووالدته المريضة حيث لم يغادر منزله منذ بداية تمرد المليشيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + تسعة عشر =