حديث السبت- يوسف عبد المنان- مسار العمليات بعد مقتل علي يعقوب

مسار العمليات العسكرية في دارفور بعد مقتل علي يعقوب

بدأ سقوط المليشيا بعد إعلان المسيرية تخليهم عن التمرد

سقطت دولة العطاوة أخلاقيا في مجازر الجزيرة

انتهى أمس الرابع عشر من يونيو إحدى أساطير الموت والقتل والسحل وذهب القائد المليشي علي يعقوب إلى ربه تطارده اللعنات ودموع الأمهات ودعوات الرجال الصالحين في فاشر السلطان وذلك بعد عام بالتمام من ولوغه في دماء المساليت وقتله في يوم واحد سبعين من النساء والأطفال والعجزة وكبار السن وسحله مع المجرم الآخر عبدالرحمن جمعه وخرجت الفاشر أمس الجمعة بعد أن قطع الهالك عهدا مع المليشيا باستباحة المدينة في نهار الجمعة واسقاطها تحت احزية الجنجويد ودخل على يعقوب الفاشر وهو ظالم لنفسه وقال مااظن الجيش قادر على إبادة قوتي ابدا فأرسل عليهم ربك جنودا سقوهم ماء حميما فقطع السلاح امعاء الملشيا وسقط على يعقوب قتيلا قبل يومين من عيد الأضحى ليضحي قادة الحركات المسلحة بكبش كبير بعد أن دافعوا عن دارفور دفاع الابطال الاشاوس في معارك لها دلالاتها العميقة على مستقبل السودان وتحالفاته الاجتماعية والسياسية ولكن السؤال اليوم ماهي الآثار المباشرة وغير المباشرة لهلاك القائد على يعقوب على مسار العمليات ونشاط الجنجويد في دارفور وهل بموت على يعقوب آمنت دارفور شر أشر الأشرار في المعركة الوجودية الحالية؛؛

يعتبر علي يعقوب هو الرجل الثالث في تنظيم المليشيا العطوية بعد حميدتي وعبدالرحيم مباشرا حيث يستمد قادة الملشيا نفوذهم من صلاة القربى والمصاهرة والنسب والارتباط بال دقلو كفيلا برفع مقام القيادات في المليشيا مهما كانت وضاعته والانتساب لعشيرة الماهرية من قبيلة الرزيقات يعتبر رافعا لمقام الرعاة فوق خريجي الكليات العسكرية التي يستهذا بها حميدتي وعلى يعقوب بصفة خاصة والهالك من قدامي منسوبي قوات حرس الحدود حيث استوعبه موسى هلال برتبة رقيب استخبارات قوات حرس الحدود وبعد تكوين قوات الدعم السريع تم تعينه قائدا لمنطقة وسط دارفور زالنجي وكان مقيما في زالنجي طوال فترة حكم الراحل الشرتاي جعفر عبدالحكم إسحق وبدأ تأهيل الرجل في القيادة ولكن كل محاولات تعليمه القراءة والكتابة ومحو اميته باءت بالفشل وولغ في دماء الفور بعد إسقاطه لحامية زالنجي وقاد حصار نيالا لمدة أربعة أشهر وهو القائد العام للدعم السريع رغم وجود قيادات أكبر من مرتبة مثل نور القبه وابوشوك ولكن جسارة على يعقوب في القتال حد التهور وبطشه بالشعب الدارفوري الأصيل جعله بمثابة فرس الرهان لإسقاط الفاشر ومن ثم إعلان حكومة في دارفور على غرار الوضع في ليبيا ولكن صدق مستشار رئيس حركة العدل والمساواة بشارة سليمان الذي قال قبل اسبوع من الآن وبعد دخول متحرك العدل والمساواة من وادي هور إلى وادي امبار والزرق أن الحرب بدأت الآن وعلى الجنجويد انتظار ايام سوداء وكان حديث بشارة سليمان وهو يجلس بمكتبه في برج الضمان الاجتماعي في بورتسودان وسط عدد كبير من ضيوفه من رجال الأعمال وأصحاب الحاجات وقد عرف الرجل بسخاء اليد حتى يزكرك بالمرحوم الحاج آدم يقعوب وظن البعض من جلساء الظهيرة أن وشوشة أنس في نهار بورتسودان الغائظ ولكن هاهي الايام تثبت صدق الرجل وقوات العدل والمساواة تحاصر الصحراء من الشمال وتتمدد في دار زغاوة على طول الشريط الحدودي مع دولة تشاد وتجد مليشا الدعم السريع انها في مأزق حقيقي هل تظل محاصرة للفاشر وتترك الشمال تلتهمه قوات الكفاح المسلح وتتمدد إلى كتم وكبكابية وتطوق الفاشر من الغرب والشمال؛ ام تجعل الدفاع عن الزرق والحدود أولوية وتبعد من الفاشر كما بعدت من المدرعات وبابنوسة ولكن مقتل قيادي كبير مثل على يعقوب حتما له آثار مباشرة على العمليات العسكرية في دارفور وكردفان ومقتل القائد يمثل ضربة موجعة للملشيا التي لاتابه كثيرا لموت منسوبيها ولكن الموت هذه المرة دخل ال البيت الدقلاوي والوالغ في الحرب حتى صغارهم وأبناء عمومتهم الاقربين

 

2

شهدت مدينة بورتسودان يوم الأربعاء حدثين هامين افسدهما سوء الإخراج الفني وغياب الرؤيا السياسية الحدثين يشكلان أهم منعطف في مسار الحرب الحالية بإعلان قيادات من أكبر حواضن الدعم السريع عن اتخاذهما مواقف مناوئة للتمرد والدعم السريع فالرزيقات كأكبر مكونات الدعم السريع والحاضنة الاجتماعية الأولى له جاء بعض من رموزها من المهاجر البعيدة مصر وتركيا وبعض مدن السودان الواقعة تحت سيطرة الحكومة وقد رفع القيادات الوسيطة الشبابية أصواتهم عالية رفضا لسلوك الدعم السريع وممارساته وقد غاب نجوم الرزيقات الكبار خوفا من ردة فعل القبيلة أو محاولة الناي عن الساحة في انتظار المنتصر لتشجيعه وهو موقف أقرب لمولاة المليشيا ولكن الصادق الرزيقي وهو مهندس تنسيقية الرزيقات قد أفلح في جمع عدد من القيادات خاطبها الفريق البرهان ولكن وفد المسيرية كان مختلفا جدا من حيث الثقل الاجتماعي والسياسي إذا كان وفد الرزيقات كان قوامه القادمين من الدول الخارجية فإن كل وفد المسيرية جاء من الفوله وبابنوسة والمجلد ولقاوة وبعض وفد المسيرية جاء من خنادق القتال بابنوسة ومن الدبب والميرم وجاء الوفد رغم سيطرة المليشيا على المجلد والسنوط وابوزبد ومن حيث التكوين فإن وفد المسيرية يمثل مقاتلين وقيادات سياسية يتقدمهم الرجل الشجاع أحمد صالح صلوحه ومن قيادات الوفد اللواء بندر ابو البلولة الذي تتغنى بشجاعته نساء البقارة وضم الوفد من المجاهدين الذين تعرفهم ميادين القتال ويعرفهم البرهان المجاهد الصادق مريدة وعيسى عبد المولى ومن الرموز محمود حامد بخيت والعمدة يسين كباري وعقيدات والسياسي ابن السياسي عادل دلدوم الختيم أشقر الذي ترشحه القيادات من المسيرية والنوبة إلى منصب والي غرب كردفان والولاية الان بلا والي ومن قيادات المسيرية التي لها بريق وأثر اللواء عبدالرحمن باخت وفضل محمد عبيدالله ومائة قيادي كل منهم يمثل أغلبية فالبله جوده رجل الأعمال الشاب والعميد حسين جودات والقيادي الشاب عبدالله فضل الله الشهير باابو أيمن وهو بمثابة دينمو الوفد ونساء ماجدات مثل الراية عباس الجلة وفاطمة أحمد ولنا ام المدانين وقد عبر الوفد علنا عن إدانة المليشيا وان المسيرية يحاربون المليشيا من أجل السودان ووحدة ترابه وهذا الموقف من المسيرية والرزيقات بمثابة ضربة موجعة للملشيا التي بدأت تهتذ الأرض تحت أقدامها بتسارع إعلان القبائل رفع يدها عن هؤلاء القوم المجرم

 

3

لو من أكبر أخطاء الحكومة الحالية اعتمادها على الضباط الإداريين وضباط الجيش من المعاشيين كولاة للولايات وإذا كان هناك ولاة حققوا نجاحات كبيرة مثل والي الخرطوم أحمد عثمان حمزه وهو ضابط إداري ومثل والي النيل الأبيض فإن بعض الولاة فشلو فشلا زريعا مثل والي غرب كردفان الذي خاف من الوصول للعاصمة الفوله وخاف من الوصول إلى النهود وظل مرابطا في عاصمة ولاية شمال كردفان يمضي ليله في الإنس الجميل مع زميله والي شمال كردفان وأهل غرب كردفان يعيشون فراغا عريضا واصبح شمال الولاية كأنه ولاية منفصلة عن جنوبها بسبب التمرد هنا والمقاومة هناك وعندما جاءت فكرة الوفد أبدى الوالي حماسا لها ولكنه امسك يده عن الإنفاق على الوفد الذي اختاره نائبه كرشوم ولكن الوالي ترك لحسين جودات وابوايمن الصرف من مالهم الخاص على وفد حكومي بلا مبرر لهذا السلوك سوى البلبصة كما يقول الجنرال الكبير مالك عقار والوزير محمد كرتكيلا مطالب برفع توصية عاجلة للبرهان لاعفاء والي غرب كردفان الذي خاف من الوصول للعاصمة الفوله منذ تعينه فما جدوى بقائه في الأبيض ونائبه بالفوله إذا كان الوالي يخاف من التمرد فإن هذا عهد الشجعان ولا يستحق المسيرية أن يحكمهم رجلا يخاف الموت ويندس في الابيض والفوله على مقربة منه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × خمسة =