القاهرة .. هل تجمع الفرقاء السودانيين؟

القاهرة- هبة علي

ترحيب من قوى مدنية سودانية بمؤتمر القاهرة الذي طرحته الخارجية المصرية مؤخراً، الأمر أعتبره البعض بصيص أمل للم الشمل السوداني لا سيما بعد واقع الحرب وبعد فشل متلاحق لازم محاولات جمع الفرقاء المدنيين السودانيين في السنوات الأخيرة بفترة ماقبل الحرب، بيد أن القبول بشروط من قبل الخارجية السودانية يُشكل تحدياً جديداً يجعل مؤتمر القاهرة برمته ضبابي النتائج..

ماجاء بالمبادرة المصرية؟
وكانت قد أعلنت جمهورية مصر العربية مؤخراً استستضافتها في يونيو الجاري مؤتمراً للقوى المدنية في إطار حرصها على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول الجوار.
وأشارت إلى أن المؤتمر سيعقد بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، وأن غايته هي التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم، عبر حوار وطني سوداني سوداني، على رؤية سودانية خالصة.

ترحيب ومحاولة حل

القوى المدنية والسياسية أبدت ردود أفعال إيجابية تجاه المبادرة المصرية ورحبت بها، فرئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) د. عبد الله حمدوك بالمبادرة، وقال: “تم الاتصال بنا وسنتواصل مع الأشقاء في جمهورية مصر حول هذه المبادرة والتفاصيل المرتبطة بها”، مشيراً إلى أن المبادارات والمساعي الإقليمية والدولية هادفة لإنهاء معاناة الشعب السوداني بوقف الحرب وتحقيق السلام والوصول لحكم مدني ديمقراطي مستدام ودائم.
من جانبها رحبت قوى الحرية والتغيير- الكتلة الديمقراطية، بالمؤتمر الذي أعلنت مصر استضافته، وشددت على ضرورة معالجة الأزمة عبر حوار لا يستثني أحداً.
يُذكر ان هذه الكتلة كانت قد وقعت على ميثاق في القاهرة بالشهر الماضي يببحث عن مخرج من أزمة الحرب السودانية، وحمل الميثاق اسم “ميثاق السودان لإدارة الفترة الانتقالية التأسيسية وإنهاء الحرب”، وكذلك عقدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” أواخر الشهر الماضي مؤتمرها التأسيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وخرجت برؤية لإنهاء الحرب.

الخارجية السودانية رهنت نجاح المؤتمر بأن يكون هناك “تمثيل حقيقي للغالبية الصامتة من الشعب السوداني ممن سفكت دماؤهم وانتهكت أعراضهم ونهبت ممتلكاتهم”، وقالت إن من يمثلهم هي “المقاومة الشعبية”.
وقالت الخارجية في بيان لها صدر بعد توجيه الدعوة المصرية، إن أساس المشاركة يجب أن يكون على تأكيد الشرعية القائمة في البلاد وصيانة المؤسسات الوطنية على رأسها القوات المسلحة.
وطالبت الخارجية بتوضيح هوية الشركاء الدوليين الذين يحضرون المؤتمر مع تحديد دورهم، مع رفض حضور رعاة من وصفتهم بـ”مليشيات الدعم السريع”.
ورفض البيان تمثيل أي منظمة إقليمية أو دولية “سكتت عن إدانة الدعم السريع”، كما رفض مشاركة الاتحاد الأفريقي وإيغاد “ما لم يسبق ذلك تنفيذ خطوات فعلية لرفع تجميد نشاط السودان بالمنظمة القارية”، مع التشديد بحصر دور المنظمات الدولية المشاركة في المؤتمر بدور المراقب”.

الجلوس خطوة للأمام

واعتبر مراقبون بيان الخارجية السودانية حيال المبادرة التي طرحتها وزارة الخارجية المصرية توصيف دقيق لكل النقاط العالقة و وضع يد على الجرح، فيما اعتبره المحلل السياسي طاهر المعتصم وضع العراقيل والمستحيلات أمام المبادرة بعكس ترحيب من القوى المدنية السودانية والعديد من الفاعلين.
ويرى المعتصم من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن مجرد الجلوس والاتفاق هو خطوة للأمام، مبدياً الخشية مِن مَن يحاول أن يفرّق ولا يجمع وإطالة أمد الحرب ومحاولة التمسك بمفاصل السلطة، أن يفشل هذه المبادرة مثلما حدث في مبادرات سابقة ولقاءات سابقة معدودة ومعلومة، وتابع: بالتالي هنالك تحدي كبير أمام مصر والقوى المدنية في الوصول لإتفاقات الحد الأدنى لوقف هذه الحرب.
وأردف: التفاف كتلة مدنية كبيرة حول موقف موحد لوقف العدائيات و وقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة والعودة إلى منبر جدة على أقل تقدير او على ما اتفق عليه في المنامة
يمكن عبر اتفاق بين قوى مدنية مختلفة و ان يكون هناك صوت ينادي بدعم وقف القتال وإطلاق النار ويشكل ضغط داخلي وخارجي على الأطراف التي ترفض الوصول إلى إتفاق يوقف الانتهاكات ويخرج القوات المعتدية.

تأثير مصري مباشر
أما المحلل السياسي د. الحاج حمد قلل من نجاح مؤتمر القاهرة لجهة أن القوى المدنية من داخلها لازالت منقسمة حول المشاركة المصرية.
وقطع حمد بحديثه لـ”صدى السودان” أن هذا الوضع دون إعلان صريح لدعم منبر جدة لا يمكن له التأثير على عملية التفاوض، وأضاف: نتوقع من المصريين النجاح في وقف الحرب بحكم علاقاتهم المتينة مع القوات المسلحة والتي تأهلهم لجعلهم ليكون شريك في منبر جدة فاعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة − اثنان =