المليشيا بين مجزرة (ود النورة) والأسرى… محاولة تحسين الصورة
تقرير- صدى السودان
مع كل جريمة انتهاك جديدة تمارسها مليشيا الدعم السريع في حق المواطنين العزل تسعى بعدها لتحسين صورتها وذلك بإطلاق روايات قد تكون معلومة لدى الجميع الذين يستبعدون أن يكون للمليشيا ومنسوبيها أي ذرة من الإنسانية بعد أن كتب التاريخ في دفاترهم خطوط عريضة لانتهاكات إنسانية متعددة لن يمحيها الشعب السوداني من ذاكرته مهما حاولت المليشيا لأجل ذلك.
تغطية جريمة
بعد المجزرة التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع بقرية (ود النورة) بولاية الجزيرة خلال الأيام الماضية والتي خلفت مئات القتلى وعشرات الجرحى ووجدت إدانات داخلية وخارجية حاولت المليشيا التغطية على الجريمة وذلك من خلال إعلانها إطلاق سراح 537 من أسرى قوات الشرطة و202 من أسرى الجيش والحقيقة أن من تم إطلاق سراحهم ليسوا بأسرى إنما تم إختطافهم من منازلهم مع بداية تمرد المليشيا على القوات المسلحة السودانية وتم حجزهم طوال هذه الفترة حجز غير مشروع حسب مصدر تحدث لـ (صدى السودان) الذي قال إن الغرض من عملية الإطلاق تلميع وجه مليشيا الدعم السريع والتغطية على مجزرة (ود النورة).
كشف تفاصيل
ويقول مسؤول أمني كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، إن غالبية من تحتجزهم قوات الدعم السريع هم من الشرطة، وتم اختطافهم من منازلهم في أيام الحرب الأولى، كما أن هناك مئات من المحتجزين هم ضباط متقاعدون، ولا تنطبق عليهم صفة أسرى.
ويوضح المسؤول، في تصريح للجزيرة نت، أن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 7 آلاف مدني في مراكز اعتقال، وتساوم أسرهم بالمال مقابل الإفراج عنهم.
وعن الضباط ورجال الشرطة الذين أفرجت عنهم قوات الدعم السريع قبل يومين، يكشف المسؤول الأمني أن المعلومات الأولية تشير إلى أن من أُطلق سراحهم هم عشرات من ضباط وأفراد الشرطة وليسوا مئات، وأن من بينهم ضباطاً متقاعدون وآخرون مدنيون، تم إجبارهم على ارتداء زي الشرطة.
ويرجع المسؤول قرار “الدعم السريع” بالإفراج عنهم إلى محاولة تحسين صورتها بعد المجزرة التي ارتكبتها في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، والانتهاكات في مواقع مختلفة فيها وفي دارفور، بعد تصاعد حملات الإدانة من المنظمات الدولية والحقوقية.
نسج روايات
وبالتزامن مع محاولات المليشيا لتحسين صورتها أمام الشعب السوداني بنسج روايات لتغطية عملياتها الإجرامية تسببت المليشيا في قتل عدد من المواطنين بمحلية كرري وإصابة آخرين وفي الفاشر تسببت المليشيا في مقتل 35 شحصاً على الأقل خلال يومي الإثنين والثلاثاء إثر القصف المدفعي العنيف الذي نفذته على أحياء المدينة المختلفة، بينهم 8 أشخاص من الشباب المتطوعين في المطبخ الخيري بحي تمباسي إضافة إلى ذلك مواصلة المليشيا إقتحام قرى بولاية الجزيرة ومواصلة ممارسة أبشع أنواع الإنتهاكات الإنسانية.
إدانات واسعة
لايختلف إثنان حول الجرائم الوحشية التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع منذ بدء تمردها على القوات المسلحة السودانية في أبريل من العام الماضي بحق الشعب السوداني والتي وجدت إدانات واسعة وصلت حد طرح مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين مشروع قانون يصنف أفعال مليشيا الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في دارفور ضد المجتمعات العرقية غير العربية على أنها إبادة جماعية.
كما طالبت منظمات وطنية وإقليمية ودولية المجتمع الدولي بإدانة سلوك مليشيا الدعم السريع وتجنيدها للأطفال القصر للقتال في صفوفها وناشدت تلك المنظمات بحماية الأطفال في أماكن النزاع وفق ما نص عليه القانون الدولي الإنساني والقوانين التي تجرم عمالة الأطفال وتجنيدهم كمقاتلين في النزاعات المسلحة وقالت إحصائيات سابقة أن المليشيا جندت أكثر من 2000 طفل منذ إندلاع الحرب في السودان.
تجنيد قسري
وتلاحق المليشيا جرائمها المستمرة مهما حاولت التنصل منها أو تغطيتها زوراً فقد كشف تحقيق نشرته شبكة “سي إن إن ” خلال الساعات الماضية أن مليشيا الدعم السريع، أجبرت مئات الرجال وعشرات الأطفال على التجنيد في صفوفها قسراً بولاية الجزيرة، وقالت الشبكة إن تحقيقها كشف أن مليشيا الدعم السريع جندت نحو 700 رجلاً و65 طفلاً قسراً لزيادة قواتها في ولاية الجزيرة وحدها.
ونقلت عن شهود عيان قولهم إن المليشيا تستخدم الجوع سلاحاً، حيث تحرم من يرفضون الانضمام لصفوفها من الطعام والإمدادات الغذائية، وقالت سي إن إن “تحقيقها اعتمد على شهادات أدلى بها نحو 30 شخصاً” .
ونسبت الشبكة لشهود العيان قولهم إن عناصر المليشيا يضعون المدنيين بين خيارين، إما الانضمام لمقاتلي المليشيا أو التضور جوعاً.
وبثت الشبكة تقريراً مصوراً يظهر رجالا وفتيانا سودانيين يتعرضون للتعذيب من قبل عناصر من الدعم السريع، وآخرون يعلنون الانضمام لها.
إدانة أمريكية
وأدانت سفيرة الولايات المتحدة الامريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد الهجمات المروعة لقوات الدعم السريع على المدنيين السودانيين في الفاشر، وود النورة، وأجزاء أخرى من السودان في الأيام الأخيرة.
وقالت المسؤولة الأمريكية في تغريدة “تم ذبح، تهجير، وتعذيب العديد من السودانيين على أيدي الجنرال حميدتي وقواته”.
وتابعت “هذه الحرب تدمر السودان وشعبه كله من أجل السعي الأناني للسلطة.. السودان بحاجة إلى السلام الآن”.