رشان أوشي … تكتب… المصباح في مصيدة التشتت السعودية!

المصباح في مصيدة التشتت السعودية!

رشان أوشي

 

خطورة الأحداث و سخونتها في جبهات الحرب، يجب ألا تنسينا أن هناك مواطناً سودانياً، بل وأحد قادة المقاومة الشعبية أسير لدى السلطات السعودية، دون تهم واضحة، ولم تفصح حكومة المملكة حتى الآن عن أسباب اعتقاله، أو التهم الموجهة له، يبدو الأمر وكأنه ابتزاز لكيان ما.

 

الخطة الممنهجة على مدى سنوات طويلة لتدمير حياة السودانيين، والتي تعمقت في ظل الحرب الراهنة الأكثر تطرفاً و عنفاً ، وزادت وتائرها بعد التباعد السوداني الغربي، والتقارب الشرقي، وتهدف إلى طرد السودانيين من أراضيهم، ليست سر على أحد.

 

الأمر لم يعد مقولات للدعاية، بل باتت سياسة تطبق أمام مسمع ومرأى العالم كله، المصاب بصمت غريب، بينما تتعامل الدول الراعية لخطة التدمير بثقة -غير مسبوقة- بأن لا أحداً في هذا الكون يمكنه وقف ما هو مخطط …

 

صحيح ظلت المملكة العربية السعودية تؤكد دائماً دعمها للقضية السودانية، وأنها تقف على مسافة واحدة من طرفي الحرب في السودان، ولكن هناك مواقف اتخذتها في باطنها انحيازاً للتمرد وليس للدولة السودانية.

 

اعتقال “المصباح طلحة” أحد قادة المقاومة الشعبية دون الإفصاح عن جرم متهم بارتكابه، تعكس قناعة الكثيرين بأن المملكة ليست محايدة، بل منحازة -بشكل مستفز- لكثير من السودانيين يرون في “المصباح” رمزاً من رموز المقاومة الشعبية ضد الجنجويد.

 

المدهش في الأمر جنوح كثير من الجماعات والتيارات وحتى الدولة إلى الصمت حيال قضية المواطن السوداني “المصباح طلحة”، ولم نسمع بتحركات لإطلاق سراحه أو حتى الاستفسار عن موقفه القانوني…

 

اعلم أن صمت الكثيرون يجسد غضباً مشروعاً تجاه مسلك “المصباح” وشهوته المفرطة للظهور، لكنه في النهاية لا يقود إلى تغييرات رئيسة في الحالة العامة، ولا يحول دون تلك الهجمة الرهيبة التي تشنها بعض دول الخليج ضد تمدد المقاومة الشعبية ، والتي تشكل خطراً حقيقياً على موقف المليشيا العسكري وبالتالي على مشروعها وأطماعها.

 

للتاريخ مفارقات دائماً، لكن في هذه المرة أتوقف أمام مفارقة نادرة، لم نشهد لها مثيلاً خلال نكبة بلادنا الراهنة، وهي أن يتجاهل الفاعلين السودانيين ما حدث ل “المصباح طلحة”، يجب أن يتحرك الجميع لإطلاق سراحه لا يمكن تجاهل وضعه الحالي “المصباح جلدنا وما بنجر فيه الشوك”.

محبتي واحترامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر + ثمانية =