Site icon صدى السودان

بين الحسم والاتفاق.. إلى أين تتجه حرب السودان؟

الخرطوم: هبة علي

تتواتر الأحاديث عن استئناف التفاوض بين الجيش وقوات الدعم السريع “المحلولة” في وقت يتمسك به الجيش وحلفاؤه بالحل العسكري ويرون أنه ممكناً لا سيما بعد التغييرات التي طرأت على الأرض من تحرير الإذاعة والتلفزيون وأيضاً القدرة التدميرية العالية للأسلحة التي استقدمها الجيش من إيران، الأمر الذي يضع حرب السودان بين مفترق طريقي استمرار الحرب و وقفها بالحسم العسكري، و استئناف التفاوض و وقفها باتفاق..

الاستئناف بعد رمضان

مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيريلو أعرب عن أمله، استئناف طرفي النزاع في السودان الحوار بعد شهر رمضان والعمل لمنع اندلاع حرب إقليمية أوسع، رغم فشل المفاوضات السابقة.
وأفاد عضو الكونغرس السابق الذي تم مؤخرا تعيينه مبعوثا إلى السودان بعد جولة شملت سبع دول، أن المحادثات التي ستشارك السعودية في قيادتها قد تنطلق بحدود 18 أبريل.
وقال للصحافيين “وفقاً لوكالات” بعد عودته إلى واشنطن أمس الثلاثاء: “على أي شخص اعتقد أن الطريق ممهد لأي من الطرفين لتحقيق انتصار واضح، أن يدرك بوضوح تام في هذه المرحلة أن الوضع ليس كذلك”.
وأضاف: “حرب الاستنزاف لا تمثّل كارثة للمدنيين فحسب، بل يمكنها بسهولة أن تثير انقسامات أكثر وتصبح حربا إقليمية”.
ورغم تفاؤله باستئناف المفاوضات الرسمية، شدد بيريلو على ضرورة عدم “تمجيد بدء المحادثات”، وقال إن الولايات المتحدة وغيرها من الدول تبحث في حوافز يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحرب.

جدة مع التوسعة

محلياً وقُبيل أيام قال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، إنه من الأرجح أن يُستأنَف التفاوض بين ممثلي الطرفين، الجيش السوداني والدعم السريع، خلال الأيام القادمة في منبر جدة مع توسعته بإضافة مصر والإمارات لجهود التيسير.
وأشار إلى انهم اقترحوا خلال المحادثات مع المسؤولين المصريين أن تنظم القاهرة لقاءً مباشراً بين “البرهان” و”حميدتي” للدفع نحو الوصول لاتفاق وقف العدائيات واشتقاق مسار سياسي سلمي.

لقاء الآلية الإفريقية

وفي ذات إطار جهود التوصل لإتفاق وقف الحرب التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بوفد الآلية الإفريقية رفيعة المستوى، وقال وزير الخارجية المكلف علي الصادق في تصريحات صحفية عقب اجتماع عقده وفد الآلية الإفريقية برئاسة محمد بن شمباس مع البرهان إن “زيارة الآلية الإفريقية تأتي لاطلاع رئيس مجلس السيادة على ما قامت به من جهود ،في سبيل بلورة تصور للحل يتم طرحه على جميع الأطراف ويفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار بالبلاد”
وأوضح أن رئيس الآلية كان عقد لقاءات خلال الفترة الماضية مع قادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في كل من القاهرة وأديس أبابا وغيرها حيث وقف على الرؤى والأفكار بشأن وقف الحرب وإعادة السلام والاستقرار في السودان.

 

إنهاء الحرب بالسلاح

وبمنحنى التصعيد وصولاً للحسم العسكري الذي صرح به عدد من قادة الجيش بمحافل مختلفة صرح مؤخراً نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار لدى مخاطبته ضباط وضباط الصف وجنود بقيادة الفرقة (18) مشاة بمدينة كوستي “نقلاً كان وكالة سونا للأبناء” صرح بتمسكه بالحسم العسكري، مجدداً ثقته بالقوات المسلحة في حسم المعركة عسكرياً، وأضاف الجيش السوداني لم ينهزم ولن ينهزم، وقال إن الحرب الدائرة حالياً إمكانية حلها بالسلام ضعيف والحل العسكري موجود.
وشدد عقار على أهمية إنهاء الحرب بالسلاح وإعادة الإعمار عن طريق السياسيين الذين يمثلون الشعب، وليس السياسيين المراهقين والناشطين الذين يتجولون في عواصم دول العالم، حسب قوله.

المرجح استمرارا الحرب

المحلل السياسي عثمان فضل الله أشار إلى أن هناك جهد مبذول من المجتمع الدولي والمحيط الأفريقي بهدف بلورة حل يوقف الحرب التي خلفت اكبر مأساة نزوح ولجوء يشهدها العالم في سنينه  القريبة، لافتاً إلى أن الآلية الأفريقية تتولى الملف السياسي الهادف إلى ترتيب المشهد بعد وقف الحرب بينما تتولى واشنطن والرياض ومؤخرا انضمت لهم القاهرة وابوظبي ترتيبات وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن المسارين  يعملان  بتنسيق كامل.
وأوضح فضل الله بحديثه لـ”صدى السودان” أن جميع جهود السلام رهينة بإرادة اطراف الحرب  ورغبتهما في إنهاء الصراع سلما، وأضاف : بالنظر الي تصريحات قادة الجيش يجد انه لايزال  بعيد عن قناعة الوصول الي حلول سياسية وانه يعتزم إنهاء الحرب عبر فوهة البندقية لذا اعتقد ان الحلول التفاوضية رغم الجهد المبذول لازالت بعيدة واستمرار الحرب هو المرجح حتى الآن.

 

السلام لكن بشروط
من جانبه قال العميد ركن متقاعد دكتور خالد محمد عبيد الله فضل السيد لـ”صدى السودان” إن جهود وقف الحرب في السودان لديها عدة منابر كمنبر جدة وهذا يعتبره السودان اساس التفاوض ومبادئ العملية السياسية، ومنبر الايقاد  والسودان يعتبره غير محايد وغير المتفق عليه، وأيضاً منبر الاتحاد الافريقي، منوهاً إلى أن جميع المنابر لم تستطيع وضع السودان في طاولة التفاوض لأسباب عديدة منها عدم تصنيف مجموعات الحرب والمسؤولية الاجتماعيه (الإنسانية)
والاخذ على يد المعتد.
وتابع: إذا سيتجاوز التفاوض القادم الأطراف لمرحلة القرارات الأممية المنفذة بواسطة الاتحاد الافريقي فستكون هناك قوات ليست فعلا تحت البند السابع ولكنها ستكون موجودة مع القائد العام وستطلع الايقاد لقياده الاعمار وكينيا لقيادة العملية السياسية ويتحول منبر جدة لتأسيس تحالف اقتصادي بغرض اعمار السودان ومراعاة مصالح القرن الافريقي في تحالف يضم السعودية والسودان والصومال وجيوبتي برافعه امريكيه، عدا ذلك سيطول أمد الحرب.

Exit mobile version