انتهاكات مليشيا الدعم السريع.. السجل الأسود

خاص – صدى السودان

تصاعدت وتيرت انتهاكات مليشيات الدعم السريع ضد المواطنين في كل المناطق التي تتواجد فيها بالولايات وبشكل خطير وما بين انتهاكات ضد المواطن وتدمير البنيات التحتية نجد أن القاسم المشترك فيها هو الاتجاه نحو تطهير تلك المناطق وإخراج سكانه سوى بالترهيب أو القتل المتعمد والوحشي. ربما لا تعي تلك المليشيات بأن كل جرائمها موثقة تدفع بها إلى منصات العدل لمن كتب له النجاة من ألقتل في الدنيا ووعيد في الآخرة يقول تعالى ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚإِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ سيكتب التاريخ ان مليشيات الدعم السريع ارتكبت اسواء وابشع الجرائم التي وثقت لها ستظل في السجل الأسود للبشرية.هذا رصد لنموزج بسيط لحجم الانتهاكات التي ارتكبت بواسطة المليشيات.

 

هزيمة ممكنة

ولعل انتهاكات المليشيات بدأت عندما شعرت أن هزيمتها ممكنة إذا واجهت الجيش في حرب مفتوحة ولذلك كان تعليماتها منذ بداية الاستيلاء على منازل المواطنين ودخول المدن والاحتما بالسكان ليشكل لها حائط صد من هجوم الجيش وبالتالي استدعى ذلك نزوح ملايين الناس وخروجهم من منازلهم التي استولت عليها المليشيات بالتالي كان أول انتهاك المليشيات بجانب تحويل عدد من مغار الحكومية والخدمية إلى سكنات عسكرية مثل المستشفيات  التي بلغت أكثر من 84 مرفق بولاية الخرطوم أضف إلى ذلك عملت المليشيات إلى تدمير المرافق الخدمية مثل محطات مياه الشرب والكهرباء وخطوط النقل منها محطة مياه المنارة والمقرن ومحطة ألمك نمر. وتمثل سرقة مخزون الإمدادات الطبية جريمة خطيرة أدت إلى نقص حاد في الإمداد الدوائي سوى بالخرطوم أو مدني أو بقية الولايات.

 

تدوين عشوائي

وتقول تنسيقية محلية كروي لا يوجد حصر دقيق لعدد شهداء المحلية بسبب التدوين العشوائي على المواطنين من قبل مليشيا الجنجويد الإرهابية لان أغلب المتوفيين وصلوا لمشفى النو التعليمي والبقيه لمستشفيات خاصه والبقيه الأخرى تم دفنهم قبل وصلوهم للمستشفيات من قبل ذويهم عدد الوفيات تقديرياً حتى الآن بلغ 40 مواطن شهيد و أصابات فوق ٥٠ بين طفيفه و حرجه نسأل الله لهم الشفاء العاجل و الرحمة والمغفرة للشهداء.

 

تطهير عرقي

تعتبر جرائم القتل والتصفية العرقية واحدة من الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات بشكل واسع في كل الولايات التي دخلت قواتها فيها ولعل أكبر انتهاك كان بغرب دارفور في مدينة الجنينة راح ضحيتها المئات من أبناء المساليت دفن بعضهم أحياء التي واحدة من اسواء عمليات التطهير العرقي في القارة الأفريقية. بجانب تهجير الآلاف من سكان الولاية إلى دولة تشاد والي داخل المدن الأخرى تلك الانتهاكات وثقت لها المليشيات بنفسها وعبر لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق التي زارت المنطقة وأكدت على وقوع الانتهاكات بواسطة المتمردين وتمثل مقتل والي غرب دارفور قمة الاستهداف العرقي والاثني للمتمردين بالمنطقة. لم تكتفي المليشيات   من إيقاع الازي بالسكان المحليين كذلك عملت على تهجيرهم في كل المناطق التي دخلت فيها وقامت بتصفيات واسعه وتهجير قاطني القرى في ولايات دارفور التي تتم على الأساس العرقي والاثني. تلك الانتهاكات إدانتها بعثة الأمم المتحدة في السودان وطالبت المجتمع الدولي بإدانة التطهير والإبادة والتهجير القسري للسكان على الأساس الاثني أو العرقي.

 

أساس عرقي

نقل موقع “سودان تربيون” ان مليشيا الدعم السريع المتمردة اغتالت 9 أشخاص على “أساس عرقي” كانوا في طريقهم من مدينة الفاشر إلى مليط هرباً من المواجهات الدامية، وأشار الموقع إلى أن قوة من  مليشيا الدعم السري المتمردة أوقفت أمس الاثنين مركبة كانت تقل عدداً من المواطنين في طريقهم إلى مليط، وأطلقت عليهم النار أمام ذويهم وأردتهم قتلى في الحال.

فردي وجماعي

قمة الانتهاكات المتكررة للتمرد ضد السكان كانت في ولاية الجزيرة سوا في قرى ومدن شمال الولاية أو جنوبها  التي اجتاحتها المليشيات عقب الاستيلاء على مدينة ودمدني وتتعدد الانتهاكات في قرى الولاية ومدنها مابين الفردي والجماعي ولعل معظم مدن الجزيرة حدثت فيها انتهاكات من ضرب وقتل واغتصاب وتهجير. نموزج واحد للانتهاكات الفردية في قرية دون ذكر اسمها عندما تم اغتصاب امرأة أمام أهلها واخر عندما تم  احتجاز فتيات مقابل مبالغ مالية للإفراج عنهم  وهو نوع من الابتزاز تمارسها المليشيات ضد المواطنيين. حكئ لي أحد الفارين من قرى سكر غرب  سنار بأن المتمردين استولوا على محاصيلهم الزراعية وقاموا بردم الجوالات لتمر عليها سيارتهم خوفا من الوحل والطين .
ولعل اختطاف النساء وبيعهن في الأسواق بدارفور وبعض الدول واحدة من الانتهاكات التي تمارسها المليشيات في حربها ضد المواطنين مصادر وثقت على تلك الجرائم حيث أشارت إلى اختطاف المئات من الفتيات وبيعهن في أسواق الرقيق التي ظهرت في لك المناطق.

 

هدف محدد

انتهاكات المليشيات أصبحت دون هدف محدد فإذا كانت في البداية مرتبطة بشكل محدد بالأموال والذهب فإن الاستهداف أصبح شخصيا لمواطنين بمجرد الشك أو عوامل غير مقنعة لأي شخص ومنها مقتل أربعة مواطنين في منزلهما ببحري ربما النموذج واحد من الانتهاكات المتكررة سواء بالخرطوم أو الولايات. ولعل خاتمة الانتهاكات كانت بقرية ودالنور بولاية الجزيرة حيث قتل قرابة المئتان من سكان القرية وجرح المئات ليس هناك إحصائيات لأرقام محددة. هناك عدد كبير من الجرحى. مواطني ودالنوره استشهدوا  وهم يواجهون الأسلحة الثقيلة للتمرد فقط لأنهم أرادوا أن يدافعوا عن منطقتهم حيث وجهت المليشيات أسلحتها الثقيلة إلى صدور المواطنين العزل ولم لم يسلم حتى الأطفال قتل أكثر من 38 طفل في قرية ودالنوره بالإضافة إلى النساء . ولم تسلم الأنتهاكات  من القرى الأخرى بالمنطقة حيث تم تهجير اغلب قرى مصنع سكر غرب سنار من مناطقهم الأصيلة وتدافعوا إلى مدن وقري ولاية سنار.. وتمثل الانتهاكات في ودالنوره  قمة الانتهاكات المستمرة والتي لم تتوقف ابدا. إلا بالقضاء عليها.

 

بيان السيادة

وصف بيان لمجلس السياده جريمة التي ارتكبتها مليشيات التمرد بودالنوره بأنها نكراء يندى لها جبين الإنسانية، أقدمت مليشيا الدعم السريع الإرهابية على إرتكاب مجزرة بشعة في حق المدنيين العزل في قرية ود النورة بولاية الجزيرة والتي راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين الأبرياء. لتضاف هذه الجريمة البشعة لسلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا المتمردة في كثير من ولايات السودان. وهي أفعال إجرامية تعكس السلوك الممنهج لهذه المليشيات في إستهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم قسرياً من مناطقهم. وقال مجلس السيادة إذ يشير لهذه الجريمة الموثقة، يدعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإدانة وإستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من مليشيا الدعم السريع الإرهابية،إعمالاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

أبادة جَاعية

يقول د. لؤي عبد المنعم جرائم الابادة التي يرتكبها التمرد مؤشر على هزيمته ما قام به التمرد من جريمة ابادة جماعية في قرية ود النورة غرب المناقل والتي اسفرت عن استشاد قرابة ال 150 مواطن، و قبلها قرية التكينة التي استشهد فيها قرابة ال100 و جرح 300 مواطن بحسب افادة شهود عيان، هو ترجمة حرفية لسياسة الارض المحروقة و تهجير السكان ليسهل نهب ممتلكاتهم و توطين اجانب عوضا عنهم.. واضح ان التركيز على هذه السياسة بدأ في الجنينة لترهيب المواطنين بغرض تهجيرهم للسيطرة على دارفور و اعلان دولة العطاوة بعد فشلهم في السيطرة على العاصمة و التقدم شمالا و شرقا في ظل اقبال المواطنين على الاستنفار للقتال تحت قيادة القوات المسلحة، و عزيمة الجيش السوداني العصية على الكسر، و تواصلت هذه الجرائم في مناطق سيطرة التمرد بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها مؤخرا في العاصمة المثلثة خاصة في امدرمان و بحري اضافة الى محاور الفاشر و سنار و الابيض، بدافع الانتقام و التشفي من المواطنين الداعمين للجيش، و هي دليل على هزيمة التمرد و قرب نهاية حسم المعارك.. معروف عالميا ان المليشيات تلجا لارتكاب الجرائم و النهب قبل فرارها من ارض المعركة عند استشعارها الهزيمة، و في الحالة السودانية يعتبر النهب ثقافة متجزرة لدى المليشيا و المرتزقة الداعمين لها من عرب الشتات الافريقي الذين بدأوا في الانسحاب و الهرب بالغنائم الى بلادهم خوفا على ارواحهم، و مثل هذه الجرائم المنكرة لا تسقط بالتقادم و لن يتم تغافلها في اي مفاوضات قادمة اذا رضخ التمرد لشروط الجيش بالانسحاب من الاعيان المدنية و سلم سلاحه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × واحد =