Site icon صدى السودان

اسامه عبد الماجد … يكتب… (تقدم) .. لم تتعظ

(تقدم) .. لم تتعظ

اسامه عبد الماجد

¤ لا يختلف اثنان ان مؤتمر اديس ابابا جرد تنسيقية تقدم من كل شعار تتغطى به.. وجعلها عارية امام الشعب السوداني.. الذي لفظها منذ انحيازها الصريح الى المليشيا وابرامها اتفاقا سياسيا مع الباغي الشقي حميدتي.. وواصلت تقدم نزيف النقاط، باتفاق رئيسها حمدوك مع عبد الواحد نور.. وهو اتفاق اظهر الاجندة الغربية التي تخدمها تقدم وينفذ فيها عبد الواحد.
¤ لكن مما لا شك فيه لم تتوقع قيادات تنسيقية (تقدم) ان يجلب لها مؤتمرها التأسيسي الأول كل هذا السخط.. ويفتح عليها ابواب الانتقادات والتجاذبات ويدخلها في نفق انقسامات متوقع ان تضرب المكونات التي تنضوي تحت لوائها.
¤ بدأ تصدع تقدم بانتقادات حادة وجهها الاتحادي الديمقراطي الأصل والذي تبرأ من المشاركة في المؤتمر، على لسان عضو الهيئة القيادية أحمد السنجك وبذلك كذب رئيس تقدم عبدالله حمدوك بشأن مشاركة الحزب في المؤتمر.
ومضى الأمة القومي في ذات طريق الاتحادي الاصل ببيانين صادرين من الحزب في ولايتي النيل الأزرق والقضارف وتبرأ من عضويته التي شاركت في المؤتمر، يضاف الى ذلك بروز حالة تضجر من هيمنة حزب المؤتمر السوداني على المؤتمر.
¤ اما الخلاف الاكبر والذي سيلقي بظلاله على مستقبل التنسيقية هو تشدد تيار ومطالبته
باعلان حكومة موازية بينما تتمسك الجبهة الثورية بحقها في قيادة تقدم.. لكن في تقديري ان قاصمة الظهر لتقدم والتي كشفت زيف الشعارات التي ظلت تنادي بها كان باعتلاء شخصية مشاركة لمنصة المؤتمر وتحدثها صراحة عن جرائم مليشيا الدعم السريع، في ولاية الجزيرة .. مما جعل انصار المليشيا داخل تقدم يعترضون على حديثه في تأكيد على الرباط الوثيق بينها وقائد المليشيا.
¤ لاتزال تقدم او قحت – سمها ماشئت – تسعى تاى تغيير مجرى اي تفاوض وقد دعت في ختام مؤتمرها الى ضرورة ان يكون للقوى المدنية حضور ومشاركة في العملية التفاوضية.. واعلنت دون مواربة اعتزامها التنسيق مع القوى الإقليمية والدولية لضمان وجود المدنيين في التفاوض.
¤ وقصدت تقدم من تلك الدعوة المشبوهة الى اسناد مليشيا حميدتي.. وذلك ان القاصي والداني يعلم ان موقف الحكومة ثابت ولم يتزحزح حتى الان بشأن منبر جدة او اي منبر اخر.. حيث حصرت التفاوض في مسارين فقط وهما الشق الانساني والاغاثي.. والثاني متعلق بالترتيبات الامنية.. ولا مجال لاستحداث مسار ثالث قبل حسم المسارين وخروج المليشيا من منازل المواطنين والمقار والمرافق المدنية.
¤ في كل يوم تتباعد المسافات بين تقدم والشعب.. في كل يوم تتأخر .. وذلك لأنها لم تقرأ الساحة السياسية بعين فاحصة.. وكما انها با تشعر باوجاع وانين المواطنين الذين قتلتهم عصابات حميدتي واغتصبت حرائرهم ونهبت املاكهم وسرقت منازلهم وهجرتهم.. وعطلت الحياة العامة اينما حلت.
¤ باءت كل محاولات المجتمع الدولي بالفشل، في اسناد تقدم وتبييض صورتها.. او تقديمها للرأي العام السوداني.. باعتبارها ممثلة له وقادرة على جلب الديمقراطية التي تبحث عنها في جيب حميدتي الملئ بالمال الحرام.
¤ ومهما يكن من امر.. لم تتعظ تقدم بعد كل الذي جرى .. لا مستقبل لها حال لم تغير من نهجها الاقصائي ودعمها للجنجويدي واستقوائها بالأجنبي.

Exit mobile version