متابعات- صدى السودان
قال وزير الصحة السوداني هيثم ابراهيم في كلمة بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن 2024م، إن يوم الرابع والعشرون من شهر مارس من كل عام يصادف الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن وذلك لزيادة الوعي العام بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية لمرض الدرن، ولتكثيف الجهود الرامية إلى إنهاء الوباء ، يصادف هذا اليوم في عام 1882م أعلان الدكتور روبرت كوخ اكتشاف البكتيريا التي تسبب الدرن ، مما فتح الطريق نحو تشخيص المرض وعلاجه.إذ لا يزال مرض الدرن واحدا من أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم ، ففي كل يوم يفقد أكثر من 3500 شخص حياتهم بسبب الدرن ويعاني ما يقرب من 29100 شخص يوميا من هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه وعلاجه. تمكنت الجهود العالمية لمكافحة الدرن بعلاج ما يقدر بنحو 75 مليون شخص منذ عام 2000. قد تأثرت هذه الجهود في العام 2020 بجائحة كوفيد-19 على سنوات من التقدم المحرز في مكافحة الدرن.
يحتل السودان المرتبة الرابعه في اقليم شرق المتوسط. حيث بلغ معدل الاصابة بمرض الدرن 54 في كل 100000 من السكان , ومعدل الوفيات 7,8من كل 100000 من السكان ومعدل الاصابة لمرض الدرن المقاوم فى الحالات الجديدة 2,1%. وبلغ عدد الحالات الدرن المكتشفة والمبلغ لدي برنامج مكافحة الدرن . خلال العام 2023م (13625) ويمثل الدرن الرئوي نسبة 70% ويمثل الدرن خارج الرئة نسبة (30%).
يجئ هذا اليوم وبلادنا تمر بأكبر كارثة إنسانية في العالم بعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل من العام 2023 والتي أثرت بشكل كارثي علي النظام الصحي وجهود البلاد لمكافحة مرض الدرن. كما، أثرت بشكل مباشر علي مريض الدرن خاصة في الولايات تحت وطأة الحرب. استجابة لذلك ظلت وزارة الصحة الاتحادية تبذل كل ما اوتيت من جهد لايصال خدمات الدرن لكل مريض فى السودان بالتعاون مع كل الشركاء المعنيين .
كما اثرت هذة الحرب بخروج أكثر من 215 مركز درن من الخدمة. كما انخفضت مؤشرات إكتشاف الحالات بشكل ملحوظ مقارنة مع العام 2022.
وأثرت ايضا علي فقدان العديد من الكوادر المدربة علي تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية في الولايات المتأثرة بالحرب ، وفاقمت من تحديات توصيل الأدوية والإمداد المعملي للولايات المتأثرة بالحرب. كما توقفت خدمات المعمل المرجعي للدرن بالخرطوم (استاك).
وبالرغم من كل هذة التحديات قامت وزارة الصحة الاتحادية ممثلة فى البرنامج القومى لمكافحة الدرن بتطوير أدواته للمكافحة بمايتماشي مع الوضع الراهن وابتكار الحلول اللازمة للوصول لمعظم الحالات وتوفير علاجها والتأكد من عدم قطع العلاج، من خلال التنسيق مع برنامج الامم المتحدة الانمائي تم توفير دواء الدرن والمستهلكات فى زمن قياسي بعد فقدان المخزون الرئيسي بسبب الحرب، كما تم العمل مع الصندوق القومي للامدادات الطبية لتوصيل الامداد الدوائي والمعملي لمعظم الولايات التأثرة بالحرب وكل الولايات الامنة، وتم إعادة تشغيل عدد 6 مراكز درن بولاية الخرطوم ، واتباع استراتيجية تتبع المرضي من خلال الأشخاص المحوررين بالولايات المتاثرة بالحرب. و فى اطار التنسيق مع منظمات المجتمع المدنى (برنامج الصحة الانمائي) لم يتوقف مشروع متابعة المتغيبين والمنقطعين عن العلاج فى معظم الولايات المتاثرة بالحرب والولايات الامنة.
يأتي شعار الإحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن 2024م – نعم , يمكننا القضاء على مرض الدرن – الذي يهدف إلى بث الأمل والتفاؤل وأننا قادرون على القضاء على الدرن رقم التحديات والأوبئة التي تمر بها البلاد وكذلك للتشجيع على انخراط كل الشركاءعلى أعلى مستوى، وزيادة الاستثمارات، والأخذ بالابتكارات، وتسريع الإجراءات، والتعاون المتعدد القطاعات لمكافحة مرض الدرن.
كما إتخذ السودان شعار (رغم الصعاب بنكافح الدرن ونحمى المصاب) تأكيدا لاتزاماته تجاه مكافحة مرض الدرن وحماية المرضي والأشخاص المهددين بالمرض في ظل هذه الظروف الحالية.
في اليوم العالمي للدرن، نعبر عن بالغ تقديرنا وامتناننا للجيش الأبيض الذين يُسهمون بجهود جبارة في مراكز تشخيص وعلاج الدرن في أرجاء السودان. إن تفانيهم وإخلاصهم في رعاية مرضى الدرن، منذ لحظة دخولهم المركز وحتى تمام الشفاء، يُعد مثالاً يُحتذى به في الصبر والمثابرة، خاصةً في ظل التحديات الكبيرة والطبيعة الخاصة لهذا المرض
نُقدر أيضاً في هذا اليوم الدور الهام الذي يلعبه جميع الشركاء في مكافحة الدرن، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. إن التعاون والعمل المشترك هما السبيل لتحقيق أهداف البرامج الوقائية والعلاجية، والتغلب على التحديات التي تواجهنا في مكافحة المرض.