Site icon صدى السودان

جبهة مدنية واسعة لإيقاف الحرب.. هل تنجح مساعي “تقدم”؟

القاهرة- هبة علي

اختتم أمس الخميس بالعاصمة الإثيوبية أديس المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، الذي استمر انعقاده لمدة أربعة أيام ، بمشاركة مئات المناهضين للحرب، وأنصار استعادة مسار التحول المدني الديمقراطي من جميع ولايات السودان ومن خارجه ، للاتفاق على رؤية لوقف الحرب، وإنشاء أوسع حلف مدني في تاريخ البلاد، يأتي هذا المسعى امتداداً لجهود بدأت قبل الحرب لمنع اندلاعها واستمرت بعد الاندلاع لوقفها دون جدوى على أرض الواقع فهل تنجح المساعي بعد مرور “14” شهراً على الحرب وما لذي يمكن أن يقدمه المدنيون حيال هذا الملف سيما بعد اختتام المؤتمر ؟

ما الذي خرج به المؤتمر؟

تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” أعلنت بختام مؤتمرها التأسيسي عن خروجها برؤية سياسية لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية واستكمال ثورة ديسمبر المجيدة ، مشيرةً إلى أنها ناقشت قضايا الحكم المحلي والترتيبات الدستورية، الإصلاح الأمني والعسكري والعدالة الانتقالية إضافة للنظام الأساسي والهيكل التنظيمي للتنسيقية، حيث وضع الضوابط اللازمة للتمثيل واتخاذ القرار حيث أقر النظام الاساسي نسبة 40% للنساء ونسبة 40% للشباب، وأختار الهيئة القيادية الجديدة، وإنعقدت الهيئة القيادية وإختارت الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً لها..
وشملت أجندة المؤتمر قضايا العون الإنساني وأوضاع السودانيين نازحين ولاجئين، وآثار الحرب على حياة الناس، ومحاربة خطاب الكراهية وسبل تفادي نذر الحرب الأهلية الشاملة.

 

الاستحواز اكثر من البناء

” السلام كما الحرب لا يتحقق من طرف واحد؛ فهو عملية تشاركية تستوي فيها الاطراف على فهم واحد لضرورة ايقاف الحرب و الاستعاضة عنها بالسجال السياسي” هكذا ابتدر المحلل السياسي عثمان ميرغني حديثه لـ”صدى السودان”، مشيراً إلى أن مجموعة “تقدم”، “رغم نجاحها في تنظيم هذا المؤتمر وفعاليات اخرى سابقة” إلا أن العملية السياسية لديهم لا تزال محفوفة بالسعي لتكريس الخلافات بين المكونات المدنية و التركيز على الاستحواز اكثر من بناء متظومة مدنية تعددية حقيقية منفتحة على الرأي الاخر.
وأعتبر ميرغني أن من الغرابة بمكان أن توقّع تقدم إتفاقاً مع الدعم السريع و تطلب لقاء مع قائد الجيش في السياق ذاته،  بينما تتعمق الخلافات السياسية مع وزرائها المدنيين ولا تكترث لذلك بل تنتهج سياسات توسع المسافات بين القوى المدنية.

عين ما تدعو له الإيقاد

من جهته يرى المحلل السياسي د. الفاتح عثمان أن الوقت لايزال مبكرا للحكم على دور تقدم في إحلال السلام بالسودان، مشيراً إلى أن ان مبادرة “تقدم” تقوم على محاولة جمع السيد رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع قائد قوات الدعم السريع في اجتماع مباشر وهو عين ما تدعو له منظمة الإيقاد وهي دعوة فاشلة لأن كلا الطرفين غير حريصين على هذا اللقاء ولا يرغب رئيس مجلس السيادة في اي لقاء مع حميدتي او ممثليه قبل تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه في جدة أي خروج الدعم من منازل المواطنين و الأعيان المدنية.
وتابع عثمان بحديثه لـ”صدى السودان”:  تصريحات الفريق أول ياسر العطا الأخيرة عن استعدادهم لدمج الدعم السريع في صفوف  السوداني تُنبيء بأن الجيش السوداني ومجلس السيادة منفتحان على اي مبادرة تنهي الحرب بشرط تنفيذ اتفاق جدة.

منح الثقة والتفويض

بينما قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي محمد بدر الدين إن المؤتمر التأسيسي ضم جل الكيانات السياسية عدا القليل، مشدداً على أن الكيانات المشاركة قادرة على التفاعل السياسي مع الجتمع الدولي ومع السودانيين وتستطيع إقناع الطرفين لوقف الحرب.
و وصف بدر الدين بحديثه لـ”صدى السودان” المؤتمر بالناجح، منوهاً إلى أنهم لم يشهدوا مؤتمراً بين القوى السياسية السودانية بهذا المستوى لجهة الفئات المتنوعة المشاركة به.
ولفت بدر الدين إلى تردي وكارثية الوضع الإنساني بالبلاد، قائلًا “حتى أوراق الأشجار التي كان يأكلها البعض قد نفدت، وخلاف الموت بالرصاص هنالك موت بالجوع والعطش وهذا أمر لم يحدث بأي حرب من قبل وهو أمر غريب للغاية لاسيما التعسف في إيصال المساعدات الإنسانية” .
وأوضح أن دور المؤتمر التأسيسي تمثل في منح القوى السياسية الثقة وكامل التفويض ويجب الإتجاه إلى المجتمع الدولي ليمارس مزيداً من الضغوط لأجل إيقاف الحرب.

قوة فاعلة ورئيسية

إلى ذلك يرى المحلل السياسي أحمد خليل أن القوى المدنية لم تكن جزءاً من هذه الحرب رغم الإتهامات لها من البعض لكي لاتصبح فعالة ولا يكون لها دور في إيقاف الحرب، مشيراً إلى أن دورها الآن أصبح فاعلية بسبب حوجتها لتحالف واسع يضم جميع السودانيين لدعم وقف الحرب.
و أوضح خليل بحديثه لـ”صدى السودان” أن المجتمع الدولي بدأ يقتنع أن “تقدم” تمثل قوة فاعلة ورئيسية وهي ليس بالضرورة أن تعبر عن جميع السودانيين وهي الجهة العريضة التي تعمل على وقف الحرب، وتابع: بالتالي ستجد تقدم دعم دولي ويتعلق بالضغط الدولي الذي يمكن أن يُمارس على طرفي الحرب، خاصة العمل الدبلوماسي وكيفية تحشيد الرأي العام العالمي والمحلي.
وأضاف: التحالف واسع وجميع أفراده يمكن أن يعملوا من داخل او خارج السودان لإيقاف الحرب.

Exit mobile version