تقرير أخباري- صدى السودان
جدل كثيف آثاره حديث البرهان الأخير بولاية نهر النيل وزيارته لشهداء مصفاة الجيلي خاصة الأسلوب الذي استشهد به الملازم أول محمد صديق. ولعل حديث البرهان لم يذهب بعيدا عن تأكيدات سابقة باستمرار معركة القضاء على المتمردين في كل بقاع السودان. لم يخالف البرهان حديثه رغم أن لغته في هذه المرة اختلفت بقوله إن الحرب بدأت الآن. ربما فهم البعض أن البرهان وقف مع ولايته أو منطقته عندما أصبحت مهددة من التمرد وذهب البعض بعيدا في تحليل الخطاب بالسؤال لماذا تحرك بعد مقتل الملازم محمد صديق والمطالبة بدك المصفى وبما فيها من المليشيات. عد بعض المحللين أن العمليات الخيرة في المصفى ومناطق أخرى رغم حدتها هي نتاج رد فعل لفعل وقع. بالتالي هل وقع البرهان في مستنقع رد الفعل رغم أن القيادة لا يجب عليها تقع في محيط الضغط والاستجابة لذلك النمط من السلوك؟.
رد الفعل
يرى بعض الخبراء في الشأن العسكري أن القيادة وقعت في دائرة الضغط الشعبي الشديد في وقت يستبيح فيه المليشيات مناطق واسعة من قرى ولاية الجزيرة. آخرها كانت قرية التكينة مما كان أفعالها شبيه رد الفعل لاستشهاد محمد صديق . ويقول المختص في الشأن العسكري د. أبوبكر آدم (صدى السودان) رغم تدخلات الطيران العسكري الا ان سكان تلك المناطق يرون ان هناك تقصيرا تجاه حمايتهم من الجيش ويقصدون هنا البرهان وبالتالي كان رد الفعل تجاه حديث البرهان بأنه ينحاز لنهر النيل ويريد حمايتها. على الرغم من إقرار رئيس لجنة الاستنفار بولاية الجزيرة بأن رئيس مجلس السيادة قدم مائة قطعة سلاح وعدد من المركبات للمقاومة. ولكن آدم يرى أن استراتيجية الجيش ليست مبنية على التمركز في كل قرية أو مدينة هناك دائرة العمل واتساع رقعة المناطق التي يتحرك فيها التمرد ومن الخطأ تمركز بعض القوات لحماية القرى الذي يمثل أضعاف للقوة المتمركزه ويمكن سهولة القضاء عليها. وقال حديث البرهان وان قاله في حق محمد صديق الا انه يعني به كل السودان. ووجوده في الولاية لأنها أمنه وقريبة من بورتسودان وقد زارها تكرارا.
تحت الضغط
يقول الكاتب الصحفي والسياسي حسن إسماعيل في مقال منشور اقتطعنا جزء منه ليس مثاليا أن تعمل قيادة الدولة تحت ضغط الرأي العام وليس مثاليا أن تكون أفعالها هي امتصاص لردود فعل الرأي العام الغاضب.. ثم تسكن حتى يوقظها ضغط الرأي العام مرة أخرى!!! وأضاف بالقول تسليح المقاومة الشعبية جاء متأخرا وجاء تحت ضغط الرأي العام، ولانريد أن تكون العملية العسكرية التي تمت ليلة أمس شمال بحري هي فعلً في هذا الإتجاه !!! وراي من الأفضل لنا جميعا (ألا نضع القيادة) تحت ضغط الرأي العام ومن الأفضل للقيادة ألا تضع نفسها تحت ضغط الرأي العام ومن ثم تضطر لإنتاج سياسة امتصاص الغضب واطفاء الحرائق. وتابع بالقول من الأفضل لنا جميعا أن يكون للقيادة استراتيجية محكمة ليس من الاشتراطات أن يطّلع الرأى العام على تفاصيلها بل الأهم أن يستشعر نتائجها. مبينا أن هذا سيجعل العلاقة صِحية بين القيادة والرأي العام وصحية العلاقة هذه تعني إرتفاع حائط الموثوقية وتعني أكثر صحية العلاقة التبادلية بين المجتمع والقيادة، فيرفد المجتمع القيادة بالطاقة والسند وتحسن القيادة إدارة تلكم الطاقة…. هذا يمتص كل حالات الانفعال السالب بين صفوف التيار الوطني والشعبي والجماهيري والقيادة.
ارتباك الشارع
وينظر كثير من المحللين بانه كلما تأخرت العمليات العسكرية وتحرير المناطق التي تسيطر عليها المليشيات يزداد ضغط الرأي العام على القيادة العسكرية وكلما ارتكبت المليشيات الفظائع من الإجرام يريد من ارتباك الشارع ولكن في المقابل هناك آراء تبرر العزر للجيش الذي يقاتل في مساحات واسعة من الأرض يضع أمامه كثير من القوانين والأعراف التي تطبق أثناء الحروب والتي يراها البعض غير ضرورية في ظل ما ترتكبه المليشيات من جرائم. وبالتالي عندما يقوم الجيش بأي عملية يراها البعض أنها رد فعل لفعل قد ارتكب.