ليس أمام الذين ينتقدون الفريق البرهان وطريقته الممهولة في التعامل مع تفاصيل ويوميات الحرب الجارية .. ليس أمام الذين ينتقدون الرجل ومن بينهم كاتب هذه السطور سوي خيارات محدودة للخروج من حالة ( القلق) اليومي التي تعترينا جميعاً ..
الخيار الأول : انقلاب عسكري يطيح البرهان والمجموعة المحيطة به وتغيير تركيبة ومعادلة الطريقة التي تُدار بها البلاد حالياً .. وهذا خيار خطير وتبعاته كارثية علي البلاد والعباد لأنه لا توجد ( جهة أو مجموعة ) وطنية متماسكة تستطيع اعادة تجربة 1989 التي مهما قيل عنها فقد كانت تجربة ( أسطورية) وقف خلفها الإسلاميون السودانيون بتنظيمهم القوي وصفهم المتماسك .. واليوم لم تُعد للإسلاميين ( رغبة) .. ولاقناعة للعودة مجدداً عبر رافعة انقلاب عسكري ..
الخيار الثاني : اطاحة الفريق البرهان من قيادة الجيش وتقديم قائد جديد .. وهذا خيار مغامرة لا يحبذه أي ضابط داخل القوات المسلحة السودانية حالياً ولا يقول به حتي ألد خصوم البرهان داخل الأجهزة الأمنية .. كلفة هذا الخيار خطيرة التبعات لأنها ستقود بطريقةٍ أو أخري إلي إحداث شرخ في المؤسسة العسكرية وهي بداية النهاية ليس للجيش فقط وإنما للسودان كله ..
الخيار الثالث : تقديم كامل الدعم للفريق التمسكالبرهان وقيادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخري وتجاوز المواقف والأراء الشخصية والمهنية والفنية في إدارة معارك الحرب الحالية لحين حسم مليشيا التمرد وكسر ماتبقي من عصاباتها ومحاصرة كلاب صيدها من سياسيين ورجال مال وقيادات إدارة أهلية وإعلاميين !!
ليس أمام التيار الوطني السوداني غير التمسك بخيار ( الصبرالاستراتيجي ) وهي النظرية التي قدمها الشيخ حسن نصر الله منذ سنوات وظلّ يتعامل بها في صراعه مع العدو الإسرائيلي ..
وما يتطلبه الصبر الاستراتيجي أن نصبر علي المراحل وإن كان الصبر مرّاً .. لاخيار أمامنا في وجه العاصفة الآن غير مساندة قيادة الجيش لتعزيز إرادة القتال وحشد كل مخزون المقاومة لدي شعبنا لمواجهة عدو يستعين بمرتزقة عابرة للقارات ..