Site icon صدى السودان

إعلان نيروبي..  هل يجد طريقه نحو التنفيذ؟

القاهرة- هبة علي

جاء إعلان نيروبي الموقع أمس بذات المطالب القديمة للجهات الموقعة وجهات أخرى من تشكيل جيش موحد وقيام دولة المواطنة إضافة إلى مطلب مابعد الحرب وهو إيقافها وإيصال المساعدات الإنسانية، ويسعى الإعلان من خلال بنوده إلى تأسيس الدولة السودانية بالاتفاق على الحدود الدنيا..

الإعلان.. الأطراف والبنود

أمس السبت وقع رئيس الوزراء السابق د. عبدالله حمدوك، ورئيس حركة تحرير السودان عبدالواحد محمد نور، “إعلان نيروبي” من أجل وقف الحرب ومواجهة المخاطر التي تهدد البلاد.
ونص الإعلان على العمل في المرحلة القادمة لمواجهة كل المخاطر التي تهدد السودان وإيجاد الحلول المستدامة لها.
واتفق حمدوك ونور على دعوة طرفي الصراع الحالي، الجيش وقوات الدعم السريع، للوقف الفوري لإطلاق النار، وحثهما على التعاون الجاد وبإرادة حقيقية، مع الجهود الإقليمية والدولية للخروج من الأزمة، بما في ذلك منبر جدة وتذليل طريق إيصال المساعدات الإنسانية.
وشدد الإعلان والذي صادق عليه الطرف الثالث رئيس الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، على ضرورة تأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفقا للمعايير المتفق عليها دوليا، تفضي إلى جيش مهني قومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية جديدة يلتزم بحماية الأمن الوطني وفقا للدستور، وأن يكون ولاؤه للوطن ويعبر تشكيله عن كل السودانيين وفقا لمعيار التعداد السكاني وينأى عن العمل السياسي والنشاط الاقتصادي بصورة كلية.
ونص الإعلان أيضا على تأسيس حكم مدني ديمقراطي فيدرالي في السودان، يضمن قيام الدولة المدنية، والمشاركة العادلة والمتساوية لجميع المواطنين في السلطة والثروة وتضمن حرية الدين والفكر، وضمان فصل الهويات الثقافية والإثنية والدينية والجهوية عن الدولة، ومعالجة تركة الانتهاكات الإنسانية من خلال العدالة والمحاسبة التاريخية.
وجاء بالإعلان التشديد على ضرورة عقد مائدة مستديرة تشارك فيه كل القوى الوطنية المؤمنة بهذه المبادئ المضمنة في هذا الإعلان.

 

“رائحة الديكتاتورية المنبعثة”

رغم أن الإعلان ارتكز على قيام الدولة الديمقراطية عبر مطالب مشروعة إلا أن البعض يرى أن تنفيذ المطالب مقرون بالتهديد بالانفصال وليس رأي الاغلبية، وإلى ذلك يمضي المحلل السياسي الطاهر ساتي بالتأكيد على أن مايعيب هذا الإتفاق هو رائحة الديكتاتورية المنبعثة من أسطره، كالحديث عن نظام الحكم وعلمانية الدولة.
وقطع ساتي بحديثه لـ”صدى السودان” بأن الإعلان فرض دستور على الشعب وفي ذات الوقت هنالك تهديد اما الإلتزام بما جاء في هذا الإعلان او حق تقرير المصير لشعوب السودان.
وأردف: هل الثلاثة يمثلون الشعب السوداني، ليس من حق أي نخب سياسية أن تفرض شروطها وافكارها واجندتها على الشعب السوداني، فيجب يطرحها عبر إنتخابات او استفتاء او عبر آلية تمكن الشعب السوداني من اختيار مصيره ونظام حكمه ودستور دولته وهذه هي الديمقراطية.
وتابع: للأسف حمدوك يعتقد انه كان رئيس وزراء في حكومة تدعي أنها حكومة ديمقراطية وكذلك الحلو وعبد الواحد يرفعون شعار الديمقراطية ولكن ان يفرضوا اجندتهم على الشعب السوداني فهذه الديكتاتورية بعينها.
وأضاف: من حيث المبدأ من حق كل القوى السياسية أن تقف وتتشاور في الشأن العام إتفاقاً واختلافاً وهذا أمر طبيعي في السياسة ولقاء الثلاثة حمدوك والحلو وعبد الواحد من حيث المبدأ إيجابي وهذه ظاهرة إيجابية بيد أن مايعيبها فرض الأجندة.

قضايا لا خلاف عليها

المحلل السياسي طاهر المعتصم اعتبر إعلان نيروبي محاولة للوصول لحد أدنى من الإتفاق، مشيراً إلى أن الإعلان به جملة قضايا لا خلاف عليها لدى الكثيرين وهي العمل على وقف الحرب، ودخول مساعدات إنسانية، الوصول إلى إتفاق لتأسيس دولة وطنية.
ونوه المعتصم بحديثه لـ”صدى السودان” إلى أن ذات الإعلان جاء في العام “1998” إبان حكومة الإنقاذ و وقعته كإعلان مباديء ولم يتم تنفيذ البنود التي به، وأضاف: هذا يجاوب على
السودانيين بعد هذه الحرب المدمرة التي قضت على الأخضر واليابس وجعلت السودان الأكثر لجؤاً في العالم، وآن الأوان لسودانيين أن يصلوا إلى إتفاق ينهي أزمة البلاد التاريخية
، لافتاً إلى أن إتفاق نيفاشا حمل ذات المباديء وحمل بنود الوحدة الجاذبة.
وشدد المعتصم على أن عدم الإرادة في تنفيذ البنود أدى إلى فقدان ثلث السودان.
وأردف: افضل مافي الإعلان الجلوس على مائدة مستديرة يجلس عليها الفرقاء السودانيين ليحددوا كيف يحكم السودان، لا يفرض طرف على طرف آخر طريقة الحكم وهذه خطوة جيدة نحو التأسيس لدولة سودانية وتحتاج لصبر وبسط مفاهيمها للشعب السوداني.
وتابع: حمدوك نفسه أمامه طريق طويل لاقناع حلفائه في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية على بعض القضايا التي وردت في الإتفاق، لكن في المجمل الطريق طويل ولابد من السير فيه.
وقال أيضآ: يظل أهم ما أتى السعي لوقف الحرب ومخاطبة اطرافها، لاسيما في ظل تدهور الوضع الإنساني والعملياتي، ومن ناحية أخرى هذا الإعلان توسع للجبهة الرافضة للحرب ويأتي كأمر مهم لمساعي وقف الحرب.

Exit mobile version