أقلّ مايمكن أن نصف به الطريقة والمشاهد التي وثّقت لاستشهاد الشاب البطل محمد صديق أنها طريقة بشعة .. ومشاهد محزنة بحق ضابط كان وفيّاً لخطه ونهجه الخاص في الحياة حتي آخر لحظة من لحظات مسيرته المحتشدة بالمواقف الناطقة بالحياة .. خالفه الناس أو وافقوه ..
طريقة تصفية الضابط محمد صديق موجعة .. وقاسية وتؤكد أننا في مواجهة عصابات وحشية لا دين لها ولا أخلاق .. عصابات جاهلة لا تعرف قيمة من تقاتل ولا تاريخ من تخاصم !!
موجع حقاً أن تتم تصفية البطل محمد صديق بهذه الطريقة البشعة .. لم يطق الأوباش بسالته وشجاعته .. أسكتوا نبرات صوته وكلماته التي فضحتهم دواخلهم الصدئة .. أطلقوا علي صدره الرصاص ومادروا أنهم أطلقوا حمم غضب كل بيت سوداني .. ستلاحقهم اللعنات بطول سنوات وصفحات كتاب التاريخ ..
أدخل استشهاد محمد صديق الحزن داخل كل البيوت السودانية .. وسيشغل استشهاده تايم لاين الأحداث في بلادنا مدة طويلة فقد ملأ الضابط الشاب الدنيا وشغل ساحة السياسة في السودان منذ العام 2019 وظلّ قريباً من ساحة التأثير حتي لحظة استشهاده الجسور ..
ستزيد صور استشهاد محمد صديق مساحات الغضب والكراهية ضد مليشيا التمرد وكلاب صيدها في الشق المدني المتماهي .. والمدني العميل ..
أقوي رسالة بعثها وسيبعثها استشهاد الشاب محمد صديق أن العدو لم يضع السلاح بعد .. وأن حرب أوباش وعصابات التمرد السريع لاتزال علي أشدها ضد السودان كله .. شرقاً .. وغرباً .. وسطاً .. شمالاً .. وجنوباً .. وأنه لا سبيل ولا خيار لمواجهة هذه العصابات المجرمة إلا بتسليح كل قادرٍ علي حمل السلاح .. وأن تتجاوز المقاومة الشعبية محطة الأشواق والشعارات والحشود إلي حيز الفعل المقاتل .. هذا هو الطريق الأقوى تأثيراً لمواجهة عصابات التمرد السريع ..
بعيداً عن المواقف المسبقة ‘ أثبت الشاب الشهيد محمد صديق موقفاً وطنياً مثيراً للإعجاب عندما رمي خلفه الماضي القريب وقرر الاصطفاف في صفوف المقاومة الشعبية .. وليس سراً أنه واجه تضييقاً وتعطيلاً في التسليح والتوظيف في صفوف المقاتلين المتطوعين ضد مليشيا التمرد ..
سقط محمد صديق لكن رايته لم تسقط ..ترك من خلفه وصية كتبها بالدم والنجيع .. من يملك إرادة القتال هو من سيحسم الحرب وإن طالت المعارك ..