القاهرة- هبة علي
ما بين مؤيد ومعارض لاتزال ردود أفعال تعديل قانون المخابرات تتوالى على المشهد السوداني من مختلف ألوان طيفه السياسي و واجهاته الحقوقية..
قُبيل يومين وقّع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، على قانون جهاز المخابرات العامة (تعديل) لسنة 2024، عملاً بأحكام الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية لسنة 2019، بعد إجازته من قبل مجلس السيادة ومجلس الوزراء في الاجتماع المشترك..
يُذكر أنه بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام 2019، تم إلغاء بعض المواد التي تتعلق بجهاز الأمن والمخابرات في السودان، لكن حكومة البرهان قامت بإعادتها مرة أخرى، ومن بين التعديلات البارزة كانت منح الحق في “الاعتقال التحفظي” بموجب المادة (25)، وتوسيع سلطات الأعضاء ومدير المخابرات بالمواد (29) و(37)، والمادة (46) التي تمنح حصانة للأعضاء والمتعاونين، بينما تحظر المادة (35) المؤسسات التجارية..
الخبير الإعلامي والمتخصص في فض النزاعات د. ربيع عبد العاطي إن قانون المخابرات تعديل ٢٠٢٤ يُعبّر تماماً عن مطلوبات المرحلة للجماهير التي عانت من الإنفلات الأمني و التهجير القسري ونهب الممتلكات و اغتصاب النساء و هتك العروض، مشيراً إلى أن القانون لا يتحدث عن إرهاب فكري و كتم للصوت الحر وإنما لتنظيم حركة المجتمع و المحافظة عليه و حمايته من الإنتهاكات و الإنحرافات و مظاهر الزيغ و الإنحراف و إتجاهات الإعتداء على الحرمات.
وقطع عبد العاطي بأن التعديل يتسق مع مصالح الشعب و استقراره وعودة المواطن لدياره وملاحقة الخيانة و العمالة و الأرزاق.
وأردف: الفرق شاسع بين من يريد الإنفلات ليمارس الظلم و القهر ويشيع الفاحشة ويهدر القيم ومن يبتغي الامن و الأمان ويعمل لسيادة حكم القانون والمحافظة على الخلق الرفيع و السلوك القويم.
القانوني المعز حضرة قال إنه تفاجأ بصدور هذا القرار، وأردف:
في الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب السوداني البرهان لإيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية وهنالك “25” يتعرضون للجماعة، فاجأنا بصدور هذا القرار الذي يكرس إلى ديكتاتورية شاملة لجهاز الأمن واسوأ مما كان في عهد المخلوع عمر البشير.
وأعتبر حضرة أن تعديل قانون المخابرات يؤسس لمملكة البرهان الديكتاتورية العسكرية وذلك باعطائه صلاحيات كاملة لجهاز الأمن بالاعتقال والتفتيش والمراقبة والحجز بل حتى فيما يتعلق بالمتعاونين مع جهاز الأمن، مشدداً على أن هذه قمة اللا ديمقراطية.
وأضاف: يبدو أن الجنرال البرهان لم يستفيد شيئاً من ثورة ديسمبر المجيدة التي نادت بمبادئ الحرية والسلام والعدالة.