Site icon صدى السودان

السودان.. هل تُعاد حسابات المشاركة والاقصاء؟ 

القاهرة- هبة علي

واقع جديد كُلياً فرضه واقع الحرب في السودان تغيّرت من خلاله مراكز القوة والضعف، الأمر الذي سينعكس بصورة مباشرة على مستقبل العملية السياسية لمرحلة مابعد الحرب والذي بدأت تعد له مجموعة من القوى السياسية في المعسكر الآخر المقابل لقوى الإطاري..

 

 

توقيع “الميثاق الوطني”

 

عدد من الكيانات والقوى السياسية وقعت أمس الأول ، في القاهرة «الميثاق الوطني»، الذي يتضمن رؤية إطارية لإدارة فترة انتقالية، عبر توحيد للقوى السياسية في تجمع موحد، يقدم خريطة طريق تنفيذية لحل شامل

ووقَّع على «الميثاق الوطني» كل من «الكتلة الديمقراطية» برئاسة جعفر الميرغني، و«كتلة الحراك الوطني» برئاسة تيجاني سيسي، وحزب «المؤتمر الشعبي» برئاسة الأمين محمود، و«تحالف الخط الوطني (تخطي)»، وكتلة «التراضي الوطني» برئاسة مبارك الفاضل التراضي، و«حزب البعث السوداني» برئاسة محمد وداعه، و«الآلية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي ووقف الحرب»، و«الجبهة الوطنية» برئاسة الناظر محمد الأمين ترك، والمجتمع المدني، إلى جانب عدد من قيادات الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، ومجلس الكنائس.

الأطراف الموقعة اتفقت على حوار سوداني – سوداني دون إقصاء أو تدخلات خارجية، كما حددت مهام للفترة الانتقالية، بدايةً من إعادة الإعمار، وصياغة دستور دائم عبر استفتاء شعبي، ومعالجة أوضاع المتضررين من الحرب، وتنفيذ اتفاق (سلام جوبا) مع الحركات المسلحة.

ونصَّت الوثيقة على آليات تشكيل أجهزة لحكم انتقالي، بدايةً من مجلس السيادة يتكون من 7 أعضاء عسكريين ومدنيين، وحكومة وحدة وطنية، ورئيس وزراء يجري اختياره من 3 أسماء يجري ترشيحهم من لجنة حكماء تضم 11 عضواً. وحددت الوثيقة آلية لتشكيل مجلس تشريعي انتقالي من 300 عضو، يجري اختيارهم من لجنة تُشكل من 15 عضواً من القوى المشاركة في مؤتمر الحوار السوداني.

 

 

ليس هنالك جديد

 

“توقيع الميثاق الوطني بالقاهرة امس طرح متكرر شهدناه منذ 25 أكتوبر وتكرر قبلها بالفترة الإنتقالية” هكذا ابتدر المحلل السياسي طاهر المعتصم حديثه لـ”صدى السودان” معتبراً مايحدث ليس بالجديد.

وأشار إلى أن ذات المجموعة القديمة عادت في وعاء جديد و مسمى جديد، قاطعاً بأن ماقدم يتحدث عن اقتسام سلطة وهياكلها ولا يوجد حديث عن إعمار ما دمرته الحرب او وقف الانتهاكات الناتجة عن الحرب وحسم الحرب التي تتمدد رقعتها يوماً بعد يوم؛ مُخلفةً ملايين السودانيين النازحين واللاجئين.

ونوه المعتصم إلى أن السيناريو القديم يتكرر من غير ان يكون هناك عمق لمعالجة مشاكل البلاد، لافتاً إلى صعوبة تحديد مراكز قوة أو ضعف في ظل الصراع بين الجيش والدعم السريع الذي اخذ أبعاد جهوية في بعض الأحيان مع انتشار خطاب الكراهية.

 

 

درس الحرب المُستفاد

 

أما المحلل السياسي الطاهر ساتي أوضح على أن الميثاق الوطني برنامج وطني لمرحلة مابعد الحرب رغم ان الذين وقعوا ليسوا جميع القوى السياسية، مشدداً على ضرورة عرض الميثاق على القوى الأخرى من قوى الثورة والحرية والتغيير وكل القوى التي لم تشارك في التوقيع درءاً للاقصاء.

وأبان ساتي من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن الدرس الأساس المستفاد من الحرب أن لا للاقصاء لأحد في مرحلة مابعد الحرب لأن الاقصاء قاد إلى الحرب ولذلك الكتلة الديمقراطية مطالبة بالعرض والمناقشة للقوى الأخرى لتشكيل قاعدة عريضة إلا من أبى.

وأضاف: “للأسف هنالك قوى محسوبة على الثورة ترفض مبدأ الجلوس مع الآخر ومناقشته وهذه القوى موجودة حتى على مستوى الحرية والتغيير”.

وتابع: “يجب الاتفاق على الثوابت لإدارة الفترة القادمة لصعوبة الإتفاق على كل التفاصيل”.

 

عودة “المؤتمر الوطني”

 

حزب المؤتمر الوطني “المحلول” والمتفق على اقصائه من قِبل جُل الفاعلين من قوى الثورة وحتى العسكريين، أصبح اليوم في موضع قوة عسكرية فاعلة وتلعب دور واضح في حرب الجيش ضد قوات الدعم السريع” المحلولة”عبر كتائبه المقاتلة، الأمر الذي يراه مراقبون بمثابة موطئ قدم للحزب المحلول في مرحلة الحرب ومابعدها، بيد أن المحلل السياسي د. الفاتح عثمان يرى ذلك من زاوية أخرى.

وقال عثمان لـ”صدى السودان” : “المؤتمر الوطني اعلن بوضوح انه غير راغب في المشاركة في اي حكومة انتقالية وانه لن يقبل بتولي اي منصب الا عبر الانتخابات، اذن لا توجد مشكلة في عدم مشاركة المؤتمر الوطني في اي ترتيبات حكم انتقالية مع ان جمع الصف الوطني يتطلب عدم استثناء اي قوة سياسية لكن مع موافقة المؤتمر الوطني علي استثنائه فالفرصة متاحة للتوافق الوطني بعد انتهاء الحرب”.

Exit mobile version