أسامه عبد الماجد … يكتب… حميدتي.. مشروع (الاعتراف الصامت)

حميدتي.. مشروع (الاعتراف الصامت)

أسامه عبد الماجد

 

¤ رغم مضي نحو اسبوعين على حديث حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.. إن الدعم السريع تخطط لترسيم دولة جديدة غرب السودان تحظى بما اسماه (الاعتراف الصامت).. فان مايجري من اصرار من جانب المليشيا ، على دخول حاضرة شمال دارفور مدينة الفاشر واحتلالها يشئ بذلك

.. سيما وقد كثر الحديث عن انفصال دارفور.

¤ نظريا ليس بمقدور مليشيا الدعم السريع فصل متر من تراب السودان خاصة بعد فشل مخطط قائدها في الاستيلاء على السلطة بالقوة.. لكن عمليا فان حميدتي مجرد اداة للخارج – ليس للخليج وحده – لكن لمن هم خلف الخليج.. وذلك لان مخطط تقسيم الدول العربية وليس السودان فحسب قديم.. وقد وافق الكونغرس الأميركي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع في عام 1983، يهدف إلى تقسيم المنطقة العربية، لمصلحة إسرائيل، في المقام الاول.

¤ مخطط تقسيم السودان يتحدث عن خمسة دول هي النوبة في الشمال ، الوسط (الشريط النيلي)، دارفور ، الشرق والجنوب، وقد نجح جزء من المخطط بفصل الجنوب، الوضع الان في ظل الحرب وحالة السيولة الامنية والسياسية وغياب الارادة والسيادة الوطنية بات محفزا للخارج للاسراع في تنفيذ مشروع فصل الاقليم..

¤ المتتبع لرؤية فرنسا تجاة السودان يجد ان عينها على دارفور منذ سنوات طويلة.. والتاريخ يقول كيف ان قبيلة المساليت الباسلة الحقت هزيمة بالفرنسيين الذين حاولوا ابتلاع دارفور ولكن لم يتخلوا عن حلمهم.. لذلك ظلت باريس تحتفظ بعبد الواحد نور.لان دارفور جاره لتشاد التي تحكم فرنسا قبضتها عليها.. ومايزيد من رغبة فرنسا تجاة دارفور واصرارها على بسط سيطرتها عليها سياسيا للتحضير لتمدد اكبر في المستقبل.. هو ضعف نفوذ باريس في دول غرب افريقيا.. خاصة بعد هزيمتها سياسيا في النيجر وخروجها مدحورة بعد طرد سفيرها.

¤ وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحدى السلطة القائمة في النيجر.. واعلن ان سفير بلاده لن يغادرها.. واضطر بعد شهر ان يرضح لضغوط نيامي وسحب السفير.. ومما يزيد من رغبة فرنسا كذلك في التحديق في دارفور هو اصرارها على ايجاد مساحات جديدة في الاقليم الغني بالثروات المعدنية. وعلى راسها الذهب سيما وان فرنسا ضمن الخمسة الكبار في العالم ممن يملكون احتياطي من الذهب رغم انها لا تملك مناجم.. ويقدر امتلاك دول غرب افريقيا نصف احتياطي ذهب العالم

¤ ان مايقلق فرنسا ويدفعها للاصرار على خلق علاقة مع السودان من اجل دارفور هو ظهور منافسين شرسين لها في الغرب الافريقي وفي مقدمتهم روسيا والصين.. وظهر ذلك في تمرد كلا من مالي ،النيجر وبوركينا فاسو عليها.. رغم استعمارها لتلك الدول قبل عقود.. وقد وجد قصر الاليزية في الحرب السودلنية فرصة لفرض نفوذه على السودان.. وتلاحظون اهتمامهم الكبير بتنسيقية تقدم واحتضانها لهم بتنظيم مؤتمر دولي الهدف منه الباس حمدوك وجماعتة ثوب الشرعية وجعلهم الممثل الوحيد للشعب السوداني.

¤ ولذلك ردت روسيا وبقوة على التوجه الفرنسي .. وذلك خلال زيارة مبعوثها الخاص الى السودان الاسبوع الماضي الذي اكد اعتراف موسكو بشرعية البرهان والقوات المسلحة السودانية.. وكان ذلك بمثابة لكمة لفرنسا.. وتسعى موسكو لوراثة باريس في الغرب الافريقي بعد ان سيطر الرئيس بوتين على امكانات واصول مجموعة فاغنر.. والتي كانت على رباط اقتصادي وعسكري وثيق مع مليشيا الدعم السريع.. وانظمة بالمنطقة

¤ ان الحديث عن مشروع الحكومة الفرنسية في توطين (عربان الشتات) قي السودان وابعادهم من تشاد وبقية الدول الافريقية.. فيه قدر كبير من الصحة والمقبولية.. لان فرنسا تعلم شراسة المساليت بفرب دارفور الذبن قد يعيقون خطتها الاستعمارية.. ولذلك تتصدى لها بالمجموعات للتي استجلبها حميدتي.

¤ ومهما يكن من امر.. يجب ان لا تستسهل الحكومة مايجري في دارفور.. وان تفطن لمشروع الخارج الماضي في انزاله على ارض الواقع بواسطة مليشيات حميدتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 20 =