فترة تأسيسية تمتد لسنوات.. ياسر العطا.. رسالة في بريد القوى السياسية

القاهرة: هبة علي
أثارت تصريحات مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا،جدلاً واسعاً لدى القوى السياسية التى القى رسالته في بريدها بكشفه عن فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية الأمر الذي رأه البعض مستحق للقوات المسلحة فيما رأه البعض الآخر عسكرة للدولة..
تجاوز القوى السياسية
الفريق أول العطا تحدث عن الفترة التي تعقب انتصار الجيش على قوات الدعم السريع “المحلولة” على أنها فترة تأسيسية لعدة سنوات دون أي حاضنة سياسية.
وقال العطا خلال تفقده مواقع قتالية للجيش بام درمان : إن القوات المسلحة ستتجاوز القوى السياسية خلال مرحلة التأسيس التي تمتد لعدة سنوات، وأضاف “بعد الانتصار القريب جدا، سنعمل فترة تأسيسية لعدة سنوات دون حاضنة أي سياسية و الحاضنة ستكون الشعب السوداني، والمقاومة الشعبية الفتية”.
و تابع بقوله “سنقود تأسيس الدولة على أطر وطنية صحيحة لا للعمالة ولا للارتزاق ولا للعملاء ولا لخونة الأوطان وكل من أخطأ في حق الوطن سيحاسب”.
و اعتبر العطا أن العمليات العسكرية تسير وفق الخطط، وشدد على أنه لا خيار أمامهم سوى الانتصار، وعدم الرضوخ لدول الشر وعرب الشتات بحسب تعبيره.
الحوجة لقوة حقيقية
من جانبه يرى القيادي بقوى التوافق الوطني التوم هجو أن وضع البلاد بعد هذه الحرب يحتاج لحكومة واحدة وقوة حقيقية ولا يوجد في البلاد قوى غير القوة العسكرية وقوة الجيش، مشيراً إلى أن الشعب السوداني الآن ملتف حول الجيش.
وقال لـ”صدى السودان” يجب على القوى السياسية أن تبحث عن موقعها بين الشعب ومن المعركة الآن، منوهاً إلى أن الذين سيكونون جزء من مرحلة مابعد التحرير هم مَن صمدوا و وقفوا مع الشعب السوداني، وأضاف: يجب أن تكون هنالك قيادات جديدة ودماء جديدة وتفكير جديد، والاتفاقات القديمة والمحاصصات يجب أن تذهب لغير رجعة وعدم ذرف الدموع على القوى السياسية التي لاتزال في الخارج حتى وإن كانت داعمة للجيش.
وأعتبر هجو تصريح مساعد القائد العام الفريق أول ياسر العطا مهم وعين الحقيقة وعين الواقع، نافياً أن يكون متجاوزاً للقوى السياسية، وأردف: بل بالعكس به تجاوز لانصاف الحلول والتقييمات على القوى السياسية التي يجب أن تتجاوز تاريخها الطويل من إدمان السلطة والالوليات المقلوبة فالوطن آخر همهم، وعليهم أن يتحاوزوا إدمان الفشل.
رد فعل لحظي
وبصورة مغايرة اعتبر القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو، تصريح الفريق ياسر العطا عن فترة تأسيسية تمتد لسنوات بمثابة رسالة موجهة للحضور بالقاعدة العسكرية التي يوجد بها، مشيراً إلى أن هذا ضمن الإعلام الحربي ومخاطبة الجنود وهو رد فعل لحظي.
وقطع الحلو بحديثه لـ”صدى السودان” على ضرورة وقف الحرب، مشدداً على أن وانتهاءها حتمي باتفاق الأطراف المتقاتلة، واتاحة الفرصة للقوى المدنية بأن تجلس وتؤسس لنظام مدني ديمقراطي يتجاوز الحكم العسكري.
وأضاف: يمكن أن يفهم تصريح الفريق أول العطا كإعلان للحكم إذا توقفت الحرب بانتصارهم، أي انه يكون عسكري، وأضاف: تم تجريب الحكم العسكري على مر الحقب منذ الاستقلال وإلى الآن ولم يؤدي الا للكوارث والفشل الذريع، وعلى هذا النحو فإن التصريح مضطرب وغير مسؤول، لجهة أنه لن تكون هنالك فترة انتقالية بل حكم عسكري على افتراض أن الحرب ستنتهي بنصر اي طرف سيكون الحكم عسكري لأن الطرفين عسكريين وسيتضارب ذلك مع رغبة الشعب وشعارات الثورة، ولن تفضى لتحول مدني ديمقراطي لأنها ليست فترة انتقالية بل حكم دائم.
مخرج يرضي الجميع
ولفت الحلو إلى أهمية يجب أن يجلسوا جميعأ لإيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف لان البلاد على هاوية المجاعة، ولأجل الخروج بنظام مدني ديمقراطي تعددي مع جيش بعقيدة جديدة.
وأردف: التاريخ يقول ان الحروب لن تحقق شيء ويجب سماع نداءات الشعب السوداني بإيقاف الحرب. واتاحة الفرصة للقوى المدنية بأن تجلس وتناقش أمهات القضايا التي ينبغي أن ينبني عليها السودان في طلع المرحلة القادمة باتفاق سلام شامل.
وكان مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ياسر العطا قد صرح بأن الجيش يعد لفترة تأسيسية تمتد لسنوات دون حاضنة سياسية.