السودان.. حكومة جديدة.. ملامح وتحديات

القاهرة- هبة علي
مشهد قاتم وظرف استثنائي يمر به السودان، يجعل اي خطوة رسمية بالغة التعقيد لا سيما إن كانت هذه الخطوة تشكيل حكومة مدنية بقيادة رئيس وزراء مدني لجهة فشل هذه الخطوة مراراً بُعيدة إستقالة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك قبل عامين بسبب تعقيدات احاطت بالمشهد حينذاك وفي ظل ازدياد التعقيد بسبب الحرب الدائرة بالبلاد تبرز تحديات خطوة تشكيل الحكومة الجديدة.. فما هي؟
التشكيل وملامحه العامة
مصادر صحفية تحدثت عن تشكيل وزاري جديد ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني، مؤكدةً أن رئيس الحكومة المرتقب توكل له مسؤولية اختيار الوزراء.
َويُتوقع أن يقوم رئيس مجلس السيادة بإصدار قراره الحاسم حول التقرير الذي قدمه مجلس الوزراء بخصوص خطة دمج الوزارات الحكومية بحيث تُعاد هيكلتها لتُصبح ست عشرة وزارة فقط.
ذكر مسؤول كبير في الحكومة لصحيفة (الكرامة) أن اللجنة الفنية والمهنية التي تم تأسيسها من مجموعة من الخبراء في مجلس الوزراء أنهت دراستها وقدمت مقترحاتها منذ ما يزيد على شهرين.
أشار إلى أن اللجنة المعنية قد أوصت بضم مجموعة من الوزارات معاً وإلغاء أخرى، وكذلك تأسيس وزارة جديدة.
أفاد المصدر بأنه تم الجمع بين وزارتي النفط والمعادن في كيان وزاري متحد، بينما تم دمج وزارتي التجارة والصناعة مع جزء من وزارة الاستثمار لتشكيل وزارة موحدة أخرى، أما القسم الباقي من وزارة الاستثمار فقد ألحق بوزارة المالية.
وفقاً لما جاء في الجريدة، أوصت الهيئة بالتوحيد بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة التعليم الأساسي في هيئة موحدة، وكذلك توحيد وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الثقافة والإعلام تحت مظلة واحدة، وأيضاً تجميع وزارة الزراعة مع وزارة الثروة الحيوانية في وزارة موحدة.
نصحت اللجنة بضم وزارة النقل مع وزارة الطرق والجسور في وزارة موحدة، كما اقترحت اتحاد وزارة العمل مع وزارة التنمية الاجتماعية تحت مظلة وزارة واحدة. وأوضح المصدر الوثيق الاطلاع على إلغاء وزارة الاتصالات وتقسيم مهامها بين الجهات الدفاعية، فضلاً عن تأسيس وزارة خاصة بالبيئة.
تأخرت حكومة الحرب
حالة الحرب تتطلب تشكيل حكومة حرب فوراً الا ان مضي عام على الحرب دون تشكيل الحكومة يُعد تأخيراً، الأمر الذي أكده المحلل السياسي الطاهر ساتي مُضيفاً :
“تشكيل الحكومة تأخر منذ بداية الحرب وكان يجب تشكيل حكومة حرب بمعنى كفاءات مستقلة تماماً ذات طابع مدني أو عسكري، والولايات غير الآمنة يكون بها عسكريين و الآمنة تكون بها كفاءات مدنية تعمل عمل الجهاز التنفيذي ويكون هذا على المستوى الإتحادي و الولائي”.
وشدد ساتي بحديثه لـ”صدى السودان” على ضرورة تشكيل حكومة بحجم التحديات والمخاطر، منوهاً إلى أن المطلوب رئيس وزراء كفاءة حقيقية و وزراء لإدارة دولاب الدولة.
وأضاف: الملاحظ أن هنالك حلقات ضعيفة منذ بداية الحرب كحلقة الخارجية بدبلوماسيتها والاقتصاد والإعلام وغيرها، وتحتاج المراجعة وليس لها علاقة بالعسكر ومردها أن الحكومة ضعيفة.
واصفاً هذه خطوة بإنها في الإتجاه الصحيح، موضحاً أن التحديات التي تواجهها تتمثل في حالة الحرب نفسها و النازحين بالاعداد الكبيرة في الولايات الآمنة وكذلك الموجودين في مناطق التمرد و بذل كل الجهد لإيصال المساعدات الإنسانية.
سباحة عكس التيار
وعلى العكس تماما قلل المحلل السياسي أحمد خليل من جدوى هذه الخطوة في ظل حالة الحرب، مشيراً إلى أنها بمثابة السباحة عكس التيار.
ولفت خليل من خلال حديثه لـ”صدى السودان” أن هنالك خلل كبير حدث منذ إنقلاب “25” أكتوبر وفي هذه الحرب وجدت حكومة الأمر الواقع نفسها أمام مأزق كبير في ظل الحوجة لإدارة الدولة.
ونفى خليل وجود عقبات أمام خطوة التشكيل لجهة أن هنالك تيار مدني يعمل مع البرهان، موضحاً أن التجاني السيسي ابرز المرشحين وهو من الذين عملوا على تقويض الفترة الإنتقالية، وذلك باستخدام هؤلاء المدنيين من قِبل العسكريين بالتالي التحديات ستكون كبيرة أمام هذه الحكومة اولها الوضع الاقتصادي ومشاكله بالإضافة إلى الاختيار فالحكومة موجودة ببورتسودان ومكونات الشرق لديها مطالب أبرزها أن يكون رئيس الوزراء منهم.